أسباب و تحديات غياب المرأة اليمنية في المشهد السياسي

د / ياسمين باغريب
غياب المرأة في المشهد السياسي: أسباب وتحديات
إنّ غياب المرأة عن المشهد السياسي ظاهرةٌ معقدةٌ ومتعددة الأوجه، لها جذور تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية.
أسباب تاريخية وثقافية:
الأعراف والتقاليد: في العديد من المجتمعات، تُرسّخ الأعراف والتقاليد أدوارًا محددةً للرجال والنساء، غالباً ما تُقصي النساء من المشاركة في المجال العام، بما في ذلك السياسة.
الوصاية الذكورية: يُهيمن نموذج “الوصاية الذكورية” على العديد من الثقافات، ممّا يُعزّز فكرة عدم قدرة المرأة على اتخاذ القرارات السياسية بشكلٍ مستقل.
نقص التعليم والوعي: غالباً ما تُحرم الفتيات والنساء من فرص التعليم والتعلم، ممّا يُعيق قدرتهنّ على المشاركة السياسية بفعالية.
أسباب اجتماعية واقتصادية:
المسؤوليات الأسرية: تُكلف النساء بشكلٍ غير متناسبٍ برعاية الأسرة والأطفال، ممّا يُحدّ من قدرتهنّ على تخصيص الوقت والطاقة للنشاط السياسي.
التمييز في العمل: تُواجه النساء تمييزًا في فرص العمل والأجر، ممّا يُقلّل من مواردهنّ المالية ويُعيق قدرتهنّ على تمويل الحملات الانتخابية أو المشاركة في المناصب السياسية.
العنف ضدّ المرأة: يُشكلّ العنف ضدّ المرأة، سواءً الجسدي أو النفسي أو الجنسي، عقبةً كبيرةً أمام مشاركتها السياسية، ممّا يُخلق بيئةً من الخوف والترهيب.
شعور بعض النساء بالتبعية للرجل في قراراتهنّ:
التنشئة الاجتماعية: تُنشأ بعض النساء على فكرة تبعية الرجل، ممّا قد يُؤثّر على ثقتهنّ بأنفسهنّ وقدرتهنّ على اتخاذ القرارات بشكلٍ مستقل.
الضغوط الاجتماعية: قد تُواجه بعض النساء ضغوطًا من عائلاتهنّ أو مجتمعاتهنّ للتوافق مع المعايير الاجتماعية التي تُعزّز تبعية المرأة للرجل.
نقص الدعم: قد تفتقر بعض النساء إلى الدعم والتشجيع من قبل النساء الأخريات أو من قبل الرجال المُتفهّمين، ممّا قد يُعيق قدرتهنّ على المشاركة السياسية بفعالية.
خطواتٌ نحو مشاركةٍ سياسيةٍ أوسع للمرأة:
تغيير الأعراف والتقاليد:
نشر الوعي حول أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية.
تشجيع الحوار المجتمعي حول المساواة بين الجنسين.
دعم مبادرات تغيير القوانين والأنظمة التمييزية ضدّ المرأة.
تمكين المرأة:
توفير فرص التعليم والتعلم المتساوية للفتيات والنساء.
دعم برامج رعاية الأطفال وبرامج تمكين المرأة اقتصاديًا.
مكافحة العنف ضدّ المرأة بكافة أشكاله.
تعزيز مشاركة المرأة في الأحزاب السياسية:
تشجيع النساء على الانضمام إلى الأحزاب السياسية والترشّح للمناصب القيادية.
دعم برامج تدريبٍ وتطويرٍ للنساء الراغبات في المشاركة السياسية.
تطبيق مبدأ المحاصصة لضمان تمثيلٍ عادلٍ للمرأة في الهيئات التشريعية والتنفيذية.
إنّ تحقيق مشاركةٍ سياسيةٍ أوسع للمرأة يتطلّب جهدًا مُتضافرًا من جميع أفراد المجتمع، من حكوماتٍ ومنظماتٍ دوليةٍ ومجتمعٍ مدنيٍّ وقطاعٍ خاصٍّ، لخلق بيئةٍ داعمةٍ تمكّن المرأة من المشاركة بفعاليةٍ في صنع القرار السياسي.