مقولة “أكبر عدو للمرأة هي المرأة”

د. ياسمين باغريب

هي مُقولةٌ مُبسطةٌ تُغفلُ تعقيداتِ الواقعِ وتُلقي اللومَ على المرأةِ فقط في مشكلاتِ التمييزِ والجندرِ.

مخاطرُ تعميمِ هذهِ المقولةِ:

إلقاءُ اللومِ على الضحيةِ: تُحمّلُ هذهِ المقولةُ المرأةَ مسؤوليةَ مشكلاتها وتُغفلُ العواملَ الهيكليةَ والاجتماعيةَ والثقافيةَ التي تُؤدّي إلى تهميشِها وقمعِها.
تغافلُ التضامنِ النسائيّ: تُتجاهلُ هذهِ المقولةُ التاريخَ الطويلَ من التضامنِ النسائيّ والنضالِ الجماعيّ للمرأةِ في سبيلِ حقوقها وحريّتها.
تقسيمُ *النساءِ: تُساهمُ هذهِ المقولةُ في تقسيمِ النساءِ إلى معسكرينِ متصارعينِ، ممّا يُضعفُ وحدتهنّ ويُعيقُ نضالهنّ المُشتركَ* .
من أسباب محاربة بعض النساء لبعضهن .
اولا :أسباب نفسية واجتماعية:

1- الشعور بالنقص:
قد تشعر بعض النساء بالنقص وعدم الثقة بالنفس، ممّا يدفعها إلى محاربة النساء الأخريات لإخفاء هذا الشعور.
2-الحسد:
قد تُحسد بعض النساء الأخريات على نجاحهن أو إنجازاتهن، ممّا يدفعها إلى محاربتهن.
3-الخوف من المنافسة:
قد تخشى بعض النساء من أن تُنافسها النساء الأخريات على فرص العمل أو العلاقات أو غيرها، ممّا يدفعها إلى محاربتهن.
4-التربية الخاطئة:
قد تُربّى بعض النساء على أنّهنّ في صراعٍ دائمٍ مع النساء الأخريات، ممّا يُؤثّر سلبًا على سلوكهنّ.
أسباب ثقافية واجتماعية:

5-التمييز ضدّ المرأة:
قد تُؤدّي النظرة الدونية للمرأة في بعض المجتمعات إلى محاربة النساء الأخريات بدل دعمهن.
6-الضغوط الاجتماعية:
قد تُواجه بعض النساء ضغوطًا اجتماعيةً لتتوافق مع توقعاتٍ معينة حول سلوك المرأة، ممّا يدفعها إلى محاربة النساء الأخريات اللواتي لا يتوافقن مع هذه التوقعات.
7-غياب النماذج الإيجابية:
قد تفتقر بعض المجتمعات إلى النماذج الإيجابية للنساء اللواتي يُدعم بعضهنّ البعض، ممّا يُؤثّر سلبًا على سلوك النساء الأخريات.
ثانيا: أسباب تاريخية وسياقية:

١_ الصراع على السلطة:
قد تُستخدم محاربة النساء للنساء الأخريات كأداةٍ للصراع على السلطة في بعض السياقات التاريخية أو السياسية.
٢_ التقسيم الطبقي:
قد تُحارب بعض النساء من الطبقات العليا النساء من الطبقات الدنيا للحفاظ على امتيازاتهنّ.
بدلاً من التركيزِ على لومِ المرأةِ، يجبُ التركيزُ على الحلولِ الجماعيةِ لمعالجةِ مشكلاتِ التمييزِ والجندرِ،
وتشملُ هذهِ الحلولُ:

التوعيةُ بأهميةِ التضامنِ النسائيّ ومقاومةِ الاستغلالِ.
دعمُ النساءِ في مختلفِ مجالاتِ الحياةِ.
العملُ على تغييرِ القوانينِ والأنظمةِ التي تُميّزُ ضدّ المرأةِ.
محاربةُ الأنماطِ السلوكيةِ والثقافيةِ التي تُساهمُ في تهميشِ المرأةِ.
إنّ محاربةَ بعضِ النساءِ لبعضِهنّ ليست ظاهرةً طبيعيةً، بل هي نتيجةٌ للعواملِ الهيكليةِ والاجتماعيةِ والثقافيةِ التي تُؤدّي إلى تهميشِ المرأةِ.

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار