الفرق بين معنى العقل عند الغرب ومعناه عند العرب والمسلمين..!!

علي الذرحاني

قال تعالى :-أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور صدق الله العظيم هناك بين الناس من أبناء جلدتنا المحسوبين على الإسلام من يظن كالغرب أن العقل هو المخ وأن القران يتناقض من خلال الاية الكريمة أعلاه مع فهم الغرب لمعنى العقل على أنه المخ الموجود في جمجمة الرأس وليس هو في الرأس كما تقول الكريمة اعلاه. من يظن كذلك نقول له اولا/ ينبغي إتهام أنفسنا بالقصور عن فهم الآية القرآنية قبل الإساءة للذات الإلهية الحكيمة والخبيرة والعليمة والمحيطة بكل شي والخالقة للعقل والقلب وكل جسد الانسان وقبل الإساءة للقران الكريم كلام الله على أن فيه تناقض يخالف معنى العقل عند الغرب وثانيا/ العقل في ثقافة الغرب شي مادي محسوس ملموس مشاهد وموجود ككتلة مادية داخل الجمجمة إسمها المخ لأن الغرب لايؤمنون بالميتافيزيقا أي ماوراء الطبيعة والروحانيات وكل ماغاب عنهم لايؤمنون به مع ادأنهم يؤمنون بالعقل ايمانا يقينيا وكأنهم يشاهدونه ولايعرفون كيفية تعمل آليتة. ان العقل كالذرة يحسون بتفاعلاتها لكنهم لايشاهدونها فهم في تناقض وكل ماغاب عن احساسهم وحواسهم لايؤمنون به فكل مالا يرى لايعني بالضرورة انه غير موجود بل موجود في مكان ما. فالعقل عندهم اسم وليس هو فعل اما العقل في الثقافة العربية و الاسلامية فيختلف معناه عندهم فالعقل هو فعل ترى أثره ولا ترى فاعله الملموس المحسوس وليس هو إسم مادي محسوس ملموس إنه فعل ترى اثره ولا ترى الفاعل والدليل ان الله وضح لنا ماهية العقل في ثقافتنا الاسلامية وبالذات في أهم مصدر من مصادر الإسلام وهو القران الكريم وبالتحديد في هذه الآية الكريمة المذكورة اعلاه فقد قرن الله العقل والقلب مع السمع فقال أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب. ……. ماهي وظيفتها الفعلية يارب. قال يعقلون بها هنا جاء القرآن بالفعل الحاضر والمستمر المضارع يعقلون ولم يقل لنا ربنا فتكون لهم عقول يعقلون بها وقرنها بأداة السمع الأذن التي وظيفتها السمع فانت تسمع باداة السمع ولكنك لا ترى ماتسمع فابراهيم كسر الأصنام ورأى الكفار في زمانه فعل التكسير لكنهم لايعرفون من هو الفاعل وشي آخر ان النبي كان يقول عن القلب اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فالقلوب هنا ليست مضخة الدم الصنوبرية المحسوسة الملموسة إنها شي آخر بل شي يتقلب ولا يتقلب في أجسامنا إلا آرائنا وأهوائنا العقلية المختلفة التي ترواح بين التردد والتذبذب والتقلب والحيرة والضلال والعمى والفجور والتقوى وهذه ليست وظيفة القلب الصنوبري أو مضخة الدم المادية المحسوسة الملموسة التي درسناها في العلوم ونحن اطفال بل هي العقول والآراء المختلفة التي تتقلب وتتراجع عن آرائها السابقة فكل ماذكر القلب في القران فالمقصود به العقل وكإن القلب وفعله العقل شي واحد وليس هو عضو مادي ملموس محسوس كما يظن الكثير منا فالعقل هو كل ماتعقله اي تربطه والربط فعل وليس اسم مادي محسوس ملموس فالقلب هوكل شي والعقل فعله وجندي من جنوده و تبع له وكذلك بقية الاعضاء تبع القلب وكل عضو في الجسد والبدن والجسم اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. واتحدى اي شخص يفصل بين القلب والعقل فكل اعضاء الجسم تعمل متكاملة متناغمة متواشجةومترابطة مع استقلال نسبي لكل عضو وكل من هذه الاعضاء تأتمر بأمرالقلب كما قال رسول الله بقي ان نقول ان القلب هو محل المتناقضات يحب ويكره ويحقد ويعشق ويحلم ويبدع ويخترع ويعقل ويتدبر ويتفكر ويؤمن ويطمئن ويفجر ويتقي لان الله الخالق العظيم قد خلق الانسان كائن مزدوج من نطفة امشاج اي اخلاط نبتليه وجعلناه سميعا بصيرا والمبتلى والممتحن والمفتتن لابد ان يكون انسان مزدوج ومتناقض من اجل الاختبار فهو كائن يتجاذبه الجانب الملائكي منه ويتجاذبه الجانب الحيواني الارضي … انه جزء من ملاك يتشوق ويحلم بعالم مثالي اجمل وافضل من العالم السفلي اي الارضي المتاح بين يديه ويحلم بمدينة فاضلة كالجنة في عالم بعيد لايوجد إلا في الخيال والأحلام وفي نفس الوقت يعيش كالحيوان شهواني يخلد الى الارض ويستمتع فاذن العقل هو فعل من افعال القلب الذي يتقلب ويتبدل ويتغير وهو ليس بشي مادي كالمخ المحسوس الملموس عند الغرب سوى انه فعل من افعال القلوب عند العرب والمسلمين وهذا مماتختلف فيه الشعوب والقبائل في المعارف والعلوم والعقليات والافكار والدليل ان القلب والعقل مقترن في الاية المذكورة اعلاه في المنشور مع السمع فنحن نشاهد اداة السمع الاذن ولكن لانرى وظيفتها التي هي السمع فقط نسمع سمعا فقط وكذلك القلب لانرى وظيفته التي هي الحبس والاعتقال لان العقل سمي عقل من العقال اي الرباط والحبس وهذا فعل وليس اسم لانه يحبسنا ويربطنا عن فعل المنكرات فالمجنون الفاقد للعقل لايحبس ولايربط والعقال هو الرباط الذي يربط به الحيوان ويربط الرأس في دول الخليج.. والعقيلة هي الزوجة لانها مرتبطة بالرجل اي مقترنه به كزوجة له كالقرين والقرين هو الشيطان المصاحب لكل انسان يوسوس له على الدوام وكأنه مقترن به. والعمى الحقيقي ليس هو عمى البصر ولكنه عمى البصيرة التي في القلوب ماكذب الفؤاد مارأى والقلوب في الصدور فعمى البصيرة اقوى وافضع من عمى البصر..

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار