أيها القادة أين كرامتكم التي كنتم تتغنون بها؟

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

أيها القادة، أين ذهبتم؟

أين ذهبت خطاباتكم الحماسية؟

أين ذهبت تلك العبارات التي كنتم ترددونها علينا صباحًا ومساءً: إما استعدنا الكرامة حقأو متنا في الميادين!

ها أنتم اليوم في المناصب الحساسة، تتربعون على الكراسي الوثيرة، ترتدون البدلات الفاخرة، وتتنقلون في مواكبكم المصفحة، بينما نحن، من حملناكم على الأكتاف، من ضحينا بدمائنا، لا نجد حتى منحة علاجية!

أين الكرامة التي كنتم تتغنون بها؟

أنا جريح، وأنا منكم، قاتلت لأجل القضية الجنوبية، دافعت عنها في الميدان، وهُددت لأجلها، واليوم، بكل بساطة، تمارسون ضدي نفس الإقصاء الذي كنا نحاربه!

هل أصبحت الكرامة مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي؟

هل كانت مجرد وسيلة لتصلوا إلى المناصب ثم تنسوا من أوصلوكم إليها؟

أين الكرامة، والمواطن يعيش في الظلام بلا كهرباء؟

أين الكرامة، والمياه لا تصل تُباع بضعف السعر؟

أين الكرامة، والريال اليمني ينهار، بينما الفساد يزدهر؟

أين الكرامة، والجرحى مناضلون حين يحتاجونهم، ومنسيون حين يطالبون بحقوقهم؟

محاولات إقصائي.. هل تريدونني أن أتخلى عن القضية الجنوبية؟

حاولتم تهميشي، كأنني لم أكن هنا، كأن تضحياتي لا تعني شيئًا، كأن نضالي لا قيمة له! لماذا؟

لأنني لم أصبح بوقًا لكم؟

لأنني رفضت أن أكون مجرد تابع؟

تريدون أن أحذف تاريخي النضالي، أن أنسى دماء رفاقي، أن أتنازل عن المبادئ التي استشهد لأجلها الأبطال؟

أقولها بصوتٍ عالٍ: لا وألف لا!

سأبقى ثابتًا على مواقفي حتى آخر لحظة، لن أتخلى عن القضية الجنوبية، ولن أبيع مبادئي من أجل حفنة وعود زائفة.

إما أن ننتصر، أو نستشهد، أما أن نتحول إلى أبواق تبرر الفشل، فهذا لن يحدث أبدًا!

عاش الجنوب حرًا.. والتاريخ لا يرحم!

لكل من تاجر بدماء الشهداء، لكل من رفع شعار الكرامة ثم باعه في سوق المصالح، لكل من ظن أن الجرحى والمناضلين سيسكتون على الظلم، أقول لكم: التاريخ لا يرحم! اليوم لكم، لكن غدًا للشعب، والتاريخ سيكتب من وقف بثبات، ومن سقط في وحل الخيانة!

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار