من ميادين القتال إلى هامش النسيان

تمّام الهدياني

في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار نحو الأسماء البارزة في واجهة المشهد، يغيب عن الذاكرة العامة رجالٌ كان لهم الدور الحاسم في معارك مصيرية، وبذلوا الكثير دفاعاً عن الأرض والكرامة، أحد هؤلاء هو القائد عبدالله أحمد قايد، أحد المناضلين الميدانيين الذين شاركوا في معركة تحرير الضالع عام 2015، حيث كان قائداً لإحدى السرايا في جبهة العرشي، إلى جانب القادة عبدالعزيز الهدف وعمار علي محسن (أبو علي).

في لقاء جمعني به مؤخراً، استعرض القائد عبدالله تفاصيل المعارك التي دارت آنذاك، بدءاً من مواقع العرشي والخزان والجرباء، وصولاً إلى جبهة لكمة صلاح وموقع الشوتري والفرش،رواياته لم تكن مجرد سرد للمعارك، بل شهادة حية على بسالة رجال لم يغادروا مواقعهم إلا بعد أن استكملوا مهمة التحرير، خطوة بخطوة، تحت نيران العدو وتحديات الميدان.

اليوم، وبعد مرور سنوات على تلك المعارك، يعيش هذا المناضل حالة من التهميش والإقصاء غير المبرر، وهو ما يعكس مفارقة مؤلمة يتقاسمها مع عدد من القادة الميدانيين الذين أدوا واجبهم بشرف، ثم وجدوا أنفسهم خارج دائرة التقدير.

رسالتي إلى الجهات المختصة: إن تكريم هؤلاء لا يجب أن يكون ترفاً أو محاباة، بل واجباً أخلاقياً ووطنياً، يرد الاعتبار لمن دفعوا الثمن مبكراً في سبيل التحرير، فالتاريخ لا يُكتب بالأسماء فقط، بل بالمواقف والتضحيات.

والله من وراء القصد..

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار