لماذا نؤيد التظاهرات الشعبية في العاصمة عدن؟

بشير الهدياني
ما يجري اليوم في العاصمة عدن من حراك شعبي سلمي، هو تعبير صادق عن حجم الألم والمعاناة التي راكمتها سنوات من الإهمال والتعطيل والتجاهل، حتى بات المواطن يواجه أعباء الحياة منفرداً، دون حلول تُذكر، ولا إصلاحات تُلمس على الأرض.
في الحقيقة انطلاق شرارة هذه التظاهرات من الشارع النسوي منحها بعداً خاصاً ومؤثراً، يعكس مدى عمق المعاناة، واتساعها لتشمل كل بيت، وكل فرد، ومما لا شك فيه أن انخراط الرجال لاحقاً وتزايد الزخم الشعبي من مختلف الفئات، أضاف بعداً جديداً لقوة هذا الحراك، وأكّد أن الصوت الجماهيري بدأ يستعيد حضوره، بثقة وإصرار.
وحين يكون هذا هو حجم الوعي الجمعي، وهذه هي طبيعة المطالب – التي لا تتعدى حدود الحقوق الأساسية من كهرباء ومياه ورواتب وخدمات – فإن هذه التظاهرات مرشحة للاستمرار والنجاح، طالما حافظت على سلميتها واتسعت رقعتها.
نحن نؤيد هذه التظاهرات بكل وضوح، لأنها لا تُعبّر فقط عن الألم، بل تمثل الأمل في أن تستعيد عدن كرامتها، وتُحمّل الجهات كافة مسؤولياتها، دون استثناء،كما أنها ترسل رسائل واضحة للمجتمع الدولي، بأن هناك شعباً حيّاً يطالب بحقوقه، ولن يتنازل عنها.
هذه التظاهرات، بما تحمله من صدق وألم وإصرار، هي في جوهرها صرخة ضد الإهمال، ودعوة للتغيير، وطريق سلمي نحو مستقبل أفضل… ولن يُكتب لها الفشل، ما دامت الجموع تؤمن بعدالتها.