نادية الهمداني، اليمنية القوية، الشجاعة الحرة بشكل مبالغ فيه..

عدن / عدن الامل
جمعت نادية كافة الظروف والأسباب التي جعلتها تحيا المصير الأسوأ، فهي أولاً: “يمنية” وكل يمنيّ مظلوم مقهور بالضرورة إلا من كان فاسداً..
وهي ثانياً: “امرأة” وكل امرأة يمنية ظلمها وقهرها مضاعف بالضرورة إلا من كانت فاسدة..
وهي ثالثاً: “حُرة نزيهة” وكل امرأة يمنية حرة نزيهة ظلمها وقهرها مضاعف لمئات الأضعاف بالضرورة، ولا يوجد استثناء هنا بأي شكل من الأشكال..
لم تنتمِ نادية بأي مرحلة من حياتها لأي شيء قد يُلطّخ صفحة حريتها ونزاهتها ناصعة البياض؛ لم تطأ قدمها عالم السياسة والأحزاب السياسية يوماً، ولم تطرق للمنظمات والمؤسسات بكل مسمياتها باباً… كانت مجرد امرأة يمنية حرة نزيهة تبحث عن أهل ووطن..
أما أهلها، فمعظمكم أصبح يعلم من هم…. وأما الوطن، فكل مِنبر نودي من عليه أنْ: (حيّا على الحرية، حيّا على الثورة والوطن) كانت نادية من أوائل المُلبّين المندفعين قلباً وقالباً بكل ما أوتيت من صدق وشجاعة وثقة وإيمان.. وكل منبر لحقت نداءه خذلها وكسر إيمانها حتى مات تماماً، فأصبحت نهاية المطاف من زُمرة المنكرين لكل ما له صلة بـ: الأهل والوطن
هي الآن (نادية يحيى) فحسب، لم تعد تملك شيئاً سوى (يمنيّتها وحريتها وكرامتها) الثالوث المقدّس بالنسبة إليها ولأشباهها النادرين، الذي لو كانت تنازلت عنه أو عن أحد أركانه لكانت من أكابر القوم وأعلى الأسماء مكانة وشهرة و”جوائز” بشهادة كل من رافقها في رحلات بحثها العبثية عن العدالة والوطن، فقد امتلكت كل مؤهلات من يلمعون تحت الأضواء اليوم وأكثر وأكثر بكثير، ولكنها لم تمتلك المؤهل الأهم الذي امتلكوه: القدرة على المقامرة بـ “الثالوث المقدس”..
اليوم لم تعد تبحث عن شيء سوى حقها المشروع من (الميراث) ذلك الشيء الذي لم تتنازل يوماً الالتفات إليه لولا تبعات ما جلبه لها إيمانها القديم المخذول بما يسمى بالثورة والوطن..
فأتت على خذلان أدهى وأمَر: خذلان الأهل!
جاءتهم مجيء البنت البارّة، مجيء من يحتمي ويلجأ لأهله وعشيرته وقت النوازل والمصائب… لكنهم أغلقوا الأبواب، رفضوا وتكبّروا، راوغوا ومكروا، أطفأوا ناقوس الضمائر، وجفّفوا ماء الوجوه.. فلم يعد من عَتب تهتز له قلوبهم، ولم تعد من صرخة حُرة تُشعل ولو شرارة من نار غيرتهم ورجولتهم التي باتت رماداً وتراب…
ها هي نادية المُعدَمة، الوحيدة “بلا أهل ولا وطن”، تحارب مُحتمية بثالوثها المقدس لا سواه، ولا سواها سينتصر..