صمت الجرحى ليس ضعفًا: برقية حاسمة إلى القائد عيدروس الزبيدي
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
إلى: الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي
رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي
القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية
نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي
تحية طيبة وبعد،
بصمتٍ يملؤه الألم وحزنٍ يخنق الأرواح، نكتب إليكم نحن الجرحى الجنوبيون هذه البرقية، نحمل بين حروفها آهات لا يُسمع صداها إلا في قلوب من عرفوا معنى التضحية.
لطالما كنا الحصن المنيع الذي وقف بوجه العدو، ندافع عن أرضنا وشرفنا، نقدم الغالي والنفيس في سبيل قضية نؤمن بها بقلوبنا وأرواحنا.
ولكن اليوم، بعد كل ما قدمناه من تضحيات، نجد أنفسنا في مواجهة قرار جائر بتخفيض رواتبنا من 1000 درهم إماراتي إلى 500 درهم. هذا القرار ليس مجرد تقليص في الأجر، بل هو تهميش لكرامتنا، وإنكار لحقوق من نزفت دماؤهم على تراب الجنوب.
كيف لنا أن نصمت على هذا الظلم؟
وكيف يُمكن أن نعيش بكرامة ونحن نشعر بأن تضحياتنا تُقابل بالجحود؟
يا سيادة القائد، لقد كنا دائمًا نضع ثقتنا فيكم وفي قيادتكم الحكيمة، نرى فيكم الأمل والعدل.
لكن هذا القرار يشكل خيبة أمل كبيرة، ليس فقط لنا كجرحى، بل لكل من آمن بالقضية الجنوبية وقدم من أجلها. كيف لنا أن نصمت على ظلمٍ كهذا؟
وهل يُعقل أن يكون هذا هو المصير الذي ينتظر من ضحى بجسده وحياته من أجل الجنوب؟
إننا نناشدكم اليوم، ليس من موقع الضعف، بل من موقع القوة التي استمديناها من قضيتنا العادلة ومن تضحياتنا.
نطالبكم بالتدخل العاجل لإلغاء هذا القرار الجائر، وضمان حصولنا على حقوقنا كاملة.
نحن لا نطلب الصدقة، بل نطالب بحقوقنا التي نلناها بتضحياتنا في ميادين القتال.
إن صمت الجرحى ليس ضعفًا، بل هو صبر وثقة في أن القيادة ستنتصر لهم وتعيد إليهم حقوقهم وكرامتهم.
نرجو منكم أن تكونوا الصوت الذي يرفع عنّا هذا الظلم، وأن تعيدوا لنا الثقة التي بدأت تتلاشى تحت وطأة الألم والجحود.
مع خالص التقدير والاحترام،
الجرحى الجنوبيون