حينما يصبح الأصل تابعًا والفرع متحكمًا!

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في زمن العجائب، حيث المنطق يُسحق تحت أقدام الوهم، يخرج علينا بعض ساسة الشمال بنظريتهم الفريدة: الشمال أصل، والجنوب فرع!

وكأن التاريخ لعبة طاولة، يقلبونها كيفما شاؤوا!

يا للعجب!

الجنوب الذي كان دولة ذات سيادة، له علمه ونشيده وحدوده، وكان اسمه يُهمس به في أروقة القصور العربية برهبة، يتحول فجأة إلى مجرد “فرع!

دولة كانت تمتلك جيشًا يُرعب الجيران، ونظامًا سياسيًا معترفًا به دوليًا، تصبح اليوم في نظر هؤلاء مجرد تابع بلا هوية.

لكن هل نلومهم؟

فمن اعتاد على تزييف الحقائق لن يرى في الجنوب سوى بئر نفط، وميناء استراتيجي، وأرض يجب أن تظل خاضعة.
لا يهم أن الجنوب كان يومًا صاحب قراره، ولا يهم أن العالم احترمه ككيان مستقل، المهم أن يظلوا يرددون أكذوبتهم حتى يصدقوها هم أنفسهم!

أليس مضحكًا مبكيًا أن من كانوا يستجدون المعونات يومًا، يتحدثون اليوم عن “الأصل”؟

ومن كانوا يخشون مجرد تصريح من العاصمة عدن، أصبحوا اليوم يقررون مصيرها؟

أي سخرية هذه التي تجعل الحقيقة تتوارى خلف ستار الأكاذيب؟

لكن للتاريخ ذاكرة لا تشيخ، وللشعوب إرادة لا تُقهر.

وإن كانت الأكاذيب تُكتب اليوم بحبر القوة، فالغد يحمل بين طياته تصحيح المسار، فالأصل هو من يصنع المجد، لا من يستولي عليه، والفرع الحقيقي هو من يقتات على مجهود غيره، لا من صنع نفسه بنفسه.

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار