قانون الحياة: عامل والديك بما تحب أن يعاملك به أبناؤك!

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

الحياة تدور كعجلة لا تتوقف، وما تزرعه اليوم تحصده غدًا.
هذه القاعدة البسيطة هي أساس العلاقات الإنسانية، وأبرزها علاقة الأبناء بالوالدين.
فكما تعامل والديك اليوم، سيرد لك أبناؤك نفس المعاملة عندما تكبر.

دروس الزمن لا ترحم:
كم مرة رأينا آباءً أهملوا والديهم في شيخوختهم، ليجدوا أنفسهم في النهاية مهملين من أبنائهم؟

وكم مرة رأينا أبناءً بارّين بذلوا الغالي والنفيس من أجل والديهم، فإذا بهم يحصدون حبًا واحترامًا مماثلًا من أبنائهم؟

الأمر ليس مجرد صدفة، بل هو ناموس كوني وضعه الله في الحياة، حيث يعيد الزمن تكرار نفس المشاهد، ولكن بأدوار معكوسة.

بر الوالدين.. استثمار مستقبلي:
قد يظن البعض أن البر بالوالدين مجرد واجب ديني أو أخلاقي، لكنه في الحقيقة استثمار في الحياة نفسها.
فعندما يرى الطفل كيف يعامل والده أو والدته أجداده، فإنه يتعلم دون وعي كيف يتعامل معهم لاحقًا.
فلو كان يرى الاحترام والرعاية، فسيعتبر ذلك قاعدة أساسية في حياته، والعكس صحيح تمامًا.

كيف تحصد الخير من أبنائك؟

ازرع الحب والاحترام: لا تكن قاسيًا على والديك مهما كانت الظروف، فهم من صنعوا منك ما أنت عليه اليوم.

كن صبورًا معهم: كما تحملوا صراخك وأخطاءك في الصغر، اصبر على ضعفهم في الكِبر.

اجعل أبناءك يرون البر عمليًا: لا يكفي أن تعطيهم دروسًا نظرية عن احترام الوالدين، بل يجب أن يعيشوا ذلك في سلوكك اليومي.

لا تهمل احتياجاتهم العاطفية: قد لا يحتاج والداك منك سوى جلسة ودّية، أو كلمة طيبة، أو زيارة دافئة تزيل وحشتهم.

الدنيا دوّارة.. فلا تنسَ ذلك!

في النهاية، لا تنسَ أن الأيام ستدور، وما تفعله اليوم سيرتد إليك غدًا.
فإذا كنت تود أن تعيش شيخوخة كريمة مملوءة بالمحبة والاحترام، فابدأ الآن بمعاملة والديك بنفس الحب والتقدير الذي تحلم أن تلقاه من أبنائك يومًا ما.

بر والديك اليوم، ليبرّك أبناؤك غدًا!

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار