متى سنكف عن بيع الأوهام لشعوبنا.. فلسطين لا تحتاج بيانات بل أفعال حقيقية!

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في الوقت الذي تُسحق فيه غزة تحت أنقاض القنابل، وبينما أطفالها يُقتلون جوعاً وعطشاً قبل أن تلتهمهم صواريخ الاحتلال، يقف العالم العربي والإسلامي موقف المتفرج، بل الأسوأ من ذلك، موقف “القلقين” و”المتأملين” في حل دبلوماسي!
أليسوا إخوتنا في الدين؟
أليسوا جزءاً منا؟
أليست فلسطين قضيتنا المركزية؟
أم أن هذه الشعارات أصبحت مجرد ترفٍ لغوي نستخدمه في المناسبات الرسمية وخطب الجمعة؟
بيانات الشجب والتنديد.. درعنا الواقي!
العالم العربي لم يبخل على فلسطين بشيء، فقد منحها ما هو أغلى من السلاح والمساندة العسكرية.. منحها بيانات التنديد!
متى ما وقعت مجزرة، يهرع وزراؤنا وسفراؤنا إلى المنصات ليقرؤوا بياناً مطولاً مليئاً بالكلمات الضخمة: “ندين ونستنكر ونشجب”، ثم يعودون إلى مكاتبهم الفاخرة وينعمون بمكيفاتهم بينما تغرق غزة في الدماء.
اجتماعات طارئة.. ولكن بلا طوارئ!
ما إن تشتعل نيران الحرب حتى تعقد الدول العربية والإسلامية “اجتماعات طارئة”، ولكن بدل أن تناقش كيفية دعم الشعب الفلسطيني بالسلاح أو فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلي، ينتهي الاجتماع بقرارات فضفاضة لا تُسمن ولا تُغني من جوع.
نطالب المجتمع الدولي بالتدخل!
نعم، هذا هو الحل العبقري، نطلب من المجتمع الدولي، الذي يسلّح إسرائيل ويدعمها، أن يوقف المجازر!
نحن مشغولون بقضايانا الداخلية!
دعونا نكون صريحين، العالم العربي لديه “انشغالات أهم”، فبعض الدول منهمكة في صراعاتها الداخلية، وأخرى مشغولة بتلميع صورتها أمام الغرب، وبعضها لا يريد أن يُزعج “أصدقائه” في البيت الأبيض!
أما نحن الشعوب، فمشغولون بمتابعة كأس العالم، ومتابعة أخبار المشاهير، والتفاعل مع قضايا جانبية تُلهينا عن المجازر الحقيقية التي ترتكب بحق أهلنا في غزة.
إلى متى سنظل هكذا؟
فلسطين لا تحتاج إلى بياناتكم، ولا إلى مؤتمراتكم، ولا إلى دبلوماسيتكم الفاشلة، بل تحتاج إلى أفعال حقيقية، إلى تحرك جاد، إلى وحدة إسلامية وعربية تقف في وجه العدو الصهيوني وحلفائه.
أما إن كنا سنكتفي بالتنديد وانتظار المجتمع الدولي، فدعونا على الأقل نعترف بأننا تخلينا عن فلسطين، ونتوقف عن بيع الأوهام لشعوبنا!