من رفع علم الجنوب… أسقطتموه في طابور الجوع!

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في قلب الجنوب، حيث كانت أرواح الشهداء تطير على أجنحة الأمل والتضحية من أجل الحرية والاستقلال، يخرج اليوم صدى الألم والخيبة في طابور الجوع. هل هكذا يتم رد الجميل لمن ضحوا بدمائهم وأرواحهم؟
تنتشر إشاعات في الشارع الجنوبي، وباتت الأحاديث على كل لسان، عن نية القادات الجنوبية تقليص راتب الجريح الجنوبي من ألف درهم إماراتي إلى خمسمائة درهم إماراتي فقط. كيف يمكن لأمة ترفع راية العزة والمقاومة أن تُقابل تضحيات أبنائها بهذه الإهانة؟
أنا ناشط حقوقي جنوبي، أرفض أن يصمت صوت الحق، وأن تظل حقوق الجرحى الجنوبيين عرضة للإجحاف والظلم.
الجرحى هم أبطال الجنوب، هم الذين حملوا أرواحهم على أكفهم ليحققوا لنا حلمًا بكسر القيود، وتحرير الأرض الجنوبية.
هل يُعقل أن يتحولوا اليوم إلى أرقام تُقلّص تحت مسمى التقشف أو “إعادة الحسابات”؟
هل يُعقل أن يُخصم نصف الراتب لمن لا يزال يئن من آثار الإصابات، ومن لم يجد بعد علاجًا شافيًا لجروحه؟
أهكذا يكون رد الجميل؟
هل هذا هو وفاؤكم لدماء الجرحى الجنوبيين؟
أي قضية هذه التي تتخلى عن جرحاها بعد أن ضحوا بأغلى ما لديهم؟
كيف يمكن لأي ضمير أن يوافق على هذا القرار المشين؟
ألف درهم إماراتي، هي لا تكفي أساسيات حياة الجريح الجنوبي، فكيف توافق القيادات الجنوبية على تقليصه إلى نصفه؟
كيف تقبل القيادات الجنوبية بأن يُحرم الجريح الجنوبي من أقل ما يستحقه بعد أن دفع ثمن التحرير بدمه وعذابه؟
أنا بصفتي ناشط حقوقي جنوبي لن أظل صامتًا، ولن أقبل أن يُترك صوت الحق في ضياع.
أنا اليوم صوت من لا صوت له، صوت الجرحى الذين أصبحوا ضحايا مرة أخرى بعد الجبهة، في غياهب الإهمال والنسيان.
لن أستسلم أمام هذا الظلم، وأنا مدافع عن حقوق إخواني الجرحى، سأظل أرفع صوتي عاليًا في وجه هذا التعدي على حقوقهم المشروعة.
نعم، الجرحى الجنوبيين لن تسكت، ولن تسمحه بأن يسلبهم أحد حقوقهم التي دفع ثمنها غاليًا.
ما هذا الرد على تضحياتنا؟
هل الجرحى فعلاً عبء على الوطن ياقيادتنا؟
هل يمكن أن يُعاقب الجريح في وطنه على جرحه الذي بذله من أجل الأرض التي يحبها؟
إن تخفيض راتب الجريح الجنوبي إلى خمسمائة درهم فقط ليس فقط ظلمًا بليغًا، بل هو إهانة مباشرة للشرفاء الذين قدموا حياتهم من أجل الجنوب.
الجرحى الجنوبيين لا تطالب بالمعجزات، بل بحقوقهم الأساسية.
أوجه رسالتي إلى كل من بيده القرار، وأقول لهم: إن لم يكن لديكم العدل والإنصاف، فلا تظنوا أن الجنوب سيغفر لكم ظلمكم لأبنائه.
الجرحى، لن نكون أرقامًا في قوائم تقشفكم، ولن نبقى صامتين.
سنواصل النضال دفاعًا عن حقوقنا، لأن الجنوب يستحق أكثر من هذا الظلم، وأبناء الجنوب يستحقون تقدير تضحياتهم لا استغلالها.
إن كانت هذه هي المكافأة، للجرحى الجنوبيين ليس بحاجة إليها.