نائب رئيس تحرير صحيفتي «عدن الأمل» و«عرب تايم» من منظور حقوقي: من يقف وراء عرقلة صرف مرتبات القوات المسلحة الجنوبية؟

عدن – عدن الأمل

في وقت تسعى فيه الدول إلى صون كرامة جنودها وضمان استقرارهم المعيشي، يظل الجنوب أمام سؤال مصيري ملح: من يقف وراء عرقلة صرف مرتبات القوات المسلحة الجنوبية؟

هذا التساؤل لا يطرحه الإعلاميون وحسب، بل يطرحه أيضًا الحقوقيون، انطلاقًا من أن تأخير المرتبات لم يعد مجرد خلل إداري، بل تحول إلى انتهاك صارخ لمبادئ العدالة والحقوق الإنسانية.

أبعاد القضية من منظور علمي

البعد الاقتصادي:

– أكثر من 60 ألف جندي جنوبي يعتمدون كليًا على رواتبهم كمصدر دخل وحيد.

– انقطاع المرتبات فاقم معدلات الفقر، وأضعف القوة الشرائية، وأثر على الدورة الاقتصادية في المجتمع الجنوبي.

البعد الاجتماعي:

– آلاف الأسر تعيش تحت خط الفقر، فيما يتهدد أطفال الجنود خطر التسرب من التعليم لعدم القدرة على دفع الرسوم.

– عجز كثير من الأسر عن تأمين الغذاء والدواء يفتح الباب أمام تفكك اجتماعي وظهور أزمات إنسانية متفاقمة.

البعد الأمني والعسكري:

– المرتبات تحولت إلى وسيلة ضغط سياسي تهدف إلى إضعاف معنويات القوات المسلحة الجنوبية.

– استمرار هذه السياسة يهدد الجاهزية القتالية، ما يفتح ثغرات خطيرة في أمن الجنوب واستقراره.

شهادات من الميدان

جنود في الحزام الأمني:

قالو نقاتل في الجبهات منذ سنوات، ولم نستلم الراتب منذ أشهر.

كيف نقاتل الأعداء وبطون أطفالنا خاوية؟

أم جندي شهيد من العاصمة عدن:

ابني ضحى بروحه دفاعًا عن الوطن، واليوم أحفادي ينامون جائعين بعد أن انقطع راتبه.. هذه ليست عدالة.

قراءة حقوقية

من منظور ناشط حقوقي، فإن عرقلة صرف المرتبات تمثل:

– انتهاكًا للمادة 23 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تكفل حق كل إنسان في أجر عادل وكريم.

– مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استخدام الاحتياجات الأساسية وسيلةً للضغط أو العقاب الجماعي.

نداء عاجل:

– إن استمرار سياسة عرقلة المرتبات يرقى إلى مستوى التجويع الممنهج ضد القوات المسلحة الجنوبية. وعليه، فإننا نطالب بـ:

1- المجلس الانتقالي الجنوبي: الإسراع بصرف المرتبات وتحمل المسؤولية الكاملة.

2- المنظمات الدولية والحقوقية: التدخل العاجل لرصد هذه الانتهاكات والضغط باتجاه الحل.

3- الرأي العام الجنوبي: رفع الصوت عاليًا، ومساندة الجنود الذين يضحون بأرواحهم في سبيل الوطن.

خاتمة:

إن الجنوب يواجه معركة خفية لا تقل خطورة عن معاركه في الجبهات: معركة الحقوق والعدالة.. ولن ينتصر الجنوب إلا حينما تصان كرامة جنوده، ويُكفل لهم حقهم المشروع في الحياة الكريمة.

إعداد: أسعد أبو الخطاب

نائب رئيس تحرير  صحيفة عدن الأمل٬ ونائب  رئيس تحرير عرب تايم٬ ومحرر في عدد مواقع إخبارية.

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار