بعضهم ينتقد المجلس الانتقالي.. أكثر مما ينتقد على انقطاع راتبه!

تقرير – عدن الأمل/خاص:

في بلد لم تصرف فيه الرواتب منذ شهور، ولم تر فيه الكهرباء استقرارًا منذ سنوات، ولا تزال فيه الخدمات تتدهور من شهر لآخر، خرجت فئة جديدة من “المفسبكيين” الذين اكتشفوا أن كل مشاكلهم في الحياة تبدأ وتنتهي باسم واحد: المجلس الانتقالي الجنوبي!

نعم… حتى تأخر الراتب، الذي لا علاقة له أصلاً بالمجلس، أصبح عند البعض “مؤامرة انتقاليّة مدروسة” تهدف –كما يقولون– لإسقاط معنويات المواطن، أو ربما لإيقاف نبضه الاقتصادي، أو لمنعه من شراء الشاي العدني آخر الشهر!

راتبه مقطوع… لكن ريشته في النقد شغّالة!

الغريب –أو المضحك– أن هؤلاء لا يتذكرون راتبهم المنقطع إلا عندما يريدون “يكتبوا” منشور جديد في الفيسبوك أو الوتساب.
لا يشكون من الغلاء، ولا من الانقطاع المتكرر للكهرباء، ولا من اسطوانة الغاز المنزلي التي تحتاج “واسطة”، لكن فور أن يسمع أحدهم كلمة “الانتقالي”… يتحول إلى أستاذ دكتور في العلوم السياسية، ومعه شهادة دولية في جلد الذات!

حتى أن أحدهم كتب منشورًا غاضبًا يقول فيه:
“راتبي ما يهم… لكن المجلس الانتقالي الجنوبي لازم يُحاسب”!
وكأنه يعيش على الهواء فقط!

  • كهرباء؟
  • ماء؟
  • رواتب؟
  • تدهور سعر الريال مقابل سعر باقي العملات االعربية والاجنبية.
  • أستغلال تجار الحروب للمواد الغذائية.
  • تدهور الصحة وأنتشار االأدوية المهربة.
  • صار التعليم مثل السلحفاة.

لا أحد يكترث… المهم جلد المجلس الانتقالي الجنوبي!

سألنا أحد المواطنين المنتمين لهذه المدرسة العجيبة عمّا إذا كان يزعجه انقطاع راتبه، فأجاب وهو يعدل جواله المحمول المكسور:
“لا لا… الراتب شيء ثانوي، الأولوية هي نكتب ضد الانتقالي”!

وفي استطلاع آخر، قال أحدهم أنه لو عاد الراتب اليوم… سيستمر بالانتقاد لأنه “معقد” نفسياً من المجلس الانتقالي، بينما المجاري التي طفحت في بعض حافته “أمر عادي” يمكن التعايش معه!

منطق غريب: المتهم بريء… والانتقالي الجنوبي مذنب!

الطريف أن أحدهم كتب منشورًا يقول فيه:
حتى عندما تنقطع الكهرباء.. نحمل الانتقالي ونتهمه بأنه المسؤول!

مع أن جاره الذي يعمل في مؤسسة الكهرباء حاول مرارًا شرح الموضوع، لكن صاحبنا كان مشغولًا بتصميم بوست جديد يعاقب فيه المجلس الانتقالي رغم أنه عارف إنه بريء ولكنه حاقد على المجلس!

فئة أخرى… تنتقد النقد!

ولكي تكتمل الصورة، ظهرت فئة ثالثة انتقدت الاثنين، وقالت إن الطرفين مخطئون.. لكن هذه الفئة لم تسلم أيضًا!

فقد اتهم أفرادها بأنهم “صامتون عملاء”، أو “معتدلون مطبلون”، أو “يزنون في المنطقة الرمادية”.

ختامًا:
أيها المواطن العزيز.. قبل أن تنتقد الانتقالي، أو تؤيد الانتقالي، أو تصمت عن الانتقالي.. تذكّر راتبك!

ذلك الكائن الحزين الذي لم يرك منذ أشهر، وربما ينتظر منك أن تنتقد على انقطاعه بنفس الحماس الذي تنتقد فيه المجلس الانتقالي الجنوبي.

فالوطن يبنيه الوعي.. لا “الترند” اليومي، ولا الصراخ الإلكتروني، ولا جلد الذات على حساب الحقيقة!

إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم”وعدد من المواقع الاخبارية

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار