المعاناة واحدة.. ولكن!
منصور نور
عدن هي الرئة التي يتنفس بها الجنوب، وهي الريادة والتاريخ وأقدم المدن على مستوى الجنوب والجزيرة العربية كلها، كما ذكرت في التوراة ونقش حزقيال، و إذا صلحت عدن .. أمتدت بشائر الخير إلى كل الجنوب في مختلف قطاعات البناء والتنمية.
وعلى إعتبار إنها الثغر الباسم، وهي محط إهتمام كل العالم، لمكانتها الاستراتيجية العظيمة، وكل أنظار العالم تتجه نحوها، وقد ذاقت هي وأبنائها كل أنواع التعذيب الجماعي وإقصائهم حتى من أبسط حقوقهم الانسانية، ومن المناصب السيادية الرفيعة.
إنّ حمايتها والحفاظ على البنى التحتية وتحسين الخدمات الأساسية فيها، وغيرها من قطاعات التنمية – الكهرباء – المياه والبيئة – الصحة والتأمين الطبي – التربية والتعليم.. إلخ. وخلق بيئة محفزة لجذب الاستثمارات الاقتصادية فيها، كل ذلك سيوفر الحد الأدنى من الاستقرار والنماء لكل الوطن..
وصحيح أن المعاناة واحدة ولكن نسبة تحمل الظلم والجور والقهر تتفاوت، كما تختلف نسب تقبل الكذب والخديعة، وتنخفض درجات الحرارة كلما أرتفعنا عن سطح البحر أو أبتعدنا عنه!!
ولهذا عندما نذكر إسمها وندافع بالقلم عن حقوق أبنائها، يسبب ذلك الارتيكاريا عند البعض، وممن هم أبناءها الأساس.. وليعلم من يستغرب من السؤال، إن عدن هي عدن حمادة و هويرب والعند وصهيب، وحدابة، وكل قرية جنوبية نائية منذ أكثر من ستين سنة، لا يعرف أطفالها شكل الكهرباء و لا كيف تعمل؟!
عدن هي الجنوب.. رمز لكل جرح وأنين، وكل قلب حزين.
كانت هذه إجابتي على سؤال أحد الأصدقاء:
ليش عدن فقط، حرب الخدمات أستهدفت الجنوب كاملًا في جميع محافظاته .. المعاناة واحدة؟!