في المعلا فتاة من ذهب تبيع الشاي وتعلمنا معنى الكفاح الحقيقي

تقرير – عدن الأمل – خاص:

في شارع مدرم الشهير، حيث يختلط صخب الحياة برائحة البحر، تقف فتاة عدنية من ذهب، تحمل في قلبها شرفًا لا يشترى، وفي يديها عملاً لا يخجل منه إلا الكسالى.. فتاة تعيل أسرتها بعرق جبينها، وتقدم للناس كوب شاي لذيذ صار حديث المارة ورواد الشارع.. هي ليست مجرد بائعة شاي، بل قصة كفاح تمشي على قدمين.

تقف في الشارع الرئيسي أمام “القيصر لبيع الشيبس مديرية المعلا” في المكان ذاته كل يوم، ترتّب أغراضها، تُشعل موقدها البسيط، وتبدأ رحلتها اليومية بابتسامة تهزم بها كل الظروف الصعبة.

هذه الفتاة ليست فقط شابة تعمل لتعيل أهلها، بل هي نموذج حي للصبر والكفاح في مدينة أنهكتها الأزمات وعلمها الزمن أن الاعتماد على النفس هو الطريق الوحيد للكرامة.
لم تنتظر وظيفة حكومية، ولم تنحن للظروف، ولم تمد يدها لأحد.. بل صنعت لنفسها طريقًا تستحق عليه الاحترام.

رائحة الشاي الذي تعده ليست كأي رائحة؛ إنها رائحة عزيمة، لذلك يصفه كثيرون بأنه “أطيب شاي في العاصمة عدن”، ليس فقط لطعمه، بل لأنه يصنع على موقد الكفاح، ويقدم بابتسامة تقول:
“الشغل ليس عيباً.. العيب إنك تستسلم”.

الناس في شارع مدرم يعرفونها جيدًا، وكثير منهم يعتبرها ابنة العاصمة عدن البارة التي لم تنتظر دعمًا ولا منة، بل صنعت لنفسها مساحة صغيرة أصبحت أكبر من مئات القصص.

تلك الفتاة العدنية أصبحت اليوم علامة فارقة في المعلا، ونقطة ضوء تذكر الجميع بأن العمل شرف، وأن الكفاح هو البقاء الحقيقي، وأن بنت العاصمة عدن قادرة على أن تصنع نجاحها بيديها.

وفي مدينة مليئة بالتحديات، تقف هذه الفتاة الشجاعة لتقول للعالم بصوت غير مسموع:
“الكفاح جمال الحياة… وأنا واحدة من بناته”.

ولمن يمر من شارع مدرم.. ادعموا هذه الفتاة.. جربوا شايها.. وتعلموا من دروسها.. فهي ليست مجرد بائعة شاي.. إنها ابنة العاصمة عدن التي ترفع الرأس.

إعداد:
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب، نائب رئيس تحرير صحيفتي “عدن الأمل” و “عرب تايم”وعدد من المواقع الاخبارية

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار