“الحوثي” و “الفردي” امتلكا كل أدوات وشروط النقد الأدبي والفني.. ولكن

عبدالحكيم الجابري
النقد الأدبي والفني من أرقى الابداعات العقلية والحسية، ولهذا فهي نادرة وقليلة جدا في مختلف الأزمان والبلدان، وحيث ما كان النقد منتعشا وحاضرا كان دافعا قويا لانتعاش ولارتقاء الفن والأدب بشكل عام.
النقاد الفنيون هم أشخاص متخصصون في تفسير الفن وتحليله، وانزال الأحكام فيه بهدف توجيهه وارشاده والارتقاء به، يتم تدوينها ونشرها ليستفاد منها من قبل المشتغلين في الساحات الفنية.
حضرموت التي تمتلك رصيدا فنيا لا يضاهى، الا انها ظلت خالية من النقاد الفنيين، رغم وجود أشخاص يمتلكون أدوات النقد وشروطه التي تؤهلهم لأن يكونوا ناقدين فنيين متمكنين، ومن هؤلاء، الصديقين والزميلين العزيزين أنور سعيد الحوثري وصالح حسين الفردي.
فالحوثري والفردي يتميزان بكون كل واحد منهما يمثل كتلة من الابداع المتنوع، فعلاوة عن كونهما ضليعين في اللغة العربية ولهجاتها المحلية أيضا، فهما كاتبين من الطراز المحترم، ولهما تجارب في الشعر والطرب والغناء، وان كان الحوثري يتقدم على الفردي في هذه الساحة كونه بخطوات، لأنه مارس الغناء قبل وهو مستمر الى اليوم، الى جانب اتقانه للتلحين.
من معرفي بالشخصيتين محل حديثي هذا، ومن علاقتي وقربي منهما لسنوات، ومن تجارب العمل والزمالة التي قضيناها في مجالي الصحافة والاعلام، أعرف قدراتهما، ومايمتلكان من قدرات تجعلهما مؤهلين دون منازع لأن يكونا على رأس النقاد الأدبيين والفنيين في حضرموت والوطن عامة، ان مارسا النقد وتفرغا له بعيدا عن أي مشاغل ابداعية أخرى.
الى جانب ماسبق ذكره من مميزات لدى الحوثري والفردي، فهما يتمتعان بفهم شامل للغة، ولديهما ما يكفي من الخبرات في مجالي المقارنة والتحليل، وهما ذوي اطلاع واسع، ويميزان باحاسيس واقعية تجعلهما مرتبطين بالحقيقة، ولديهما معرفة بالتقاليد والعادات، ومشبعان بالأحاسيس، وافضل مافي كل ذلك انهما شخصان ايجابيان ومتواضعان جدا.
لعمري ان شخصا يمتلك كل تلك الصفات والامكانيات لجدير به أن يكون أفضل ناقد أدبي وفني على الاطلاق، وسيتجاوز صيتهما الآفاق، وسيكونان عاملا مهما في انعاش الحركة الأدبية والفنية في حضرموت والوطن، وكلي أمل أن يقبل صديقي العزيزين أنور الحوثري وصالح الفردي دعوتي لهما بأن يتفرغا لهذا المجال الابداعي، فالساحة الأدبية والفنية في أمس الحاجة لمن يملك امكاناتهما.



