الإعاقة الذهنية و أسبابها ……..

20 إلى 35٪ من الأشخاص المصابين بالإعاقة الذهنية اضطرابات في الصحة الجسدية و النفسية
عدن الأمل / متابعات
إعاقة الذهنية هي انخفاض كبير في مستوى الأداء الذهني للشخص منذ الولادة أو الطفولة المبكرة، مما يؤدي إلى محدودية في القدرة على القيام بأنشطة الحياة اليومية الاعتيادية.
-
يمكن للإعاقة الذهنية أن تكون من منشأ جيني، أو ناجمة عن اضطراب يؤثر في نمو الدماغ.
-
لا تتطور أعراض واضحة لدى معظم الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية إلى أن يصلوا إلى مرحلة ما قبل المدرسة.
-
ويستند التشخيص إلى نتائج الاختبارات الرسمية.
-
يمكن للرعاية الجيدة ما قبل الولادة أن تقلل من خطر إنجاب طفل مُصاب بإعاقة ذهنية.
-
كما إن توفر الدعم من فريق من المتخصصين، والعلاج، والتعليم الخاص، قد يساعد الأطفال على تحقيق أعلى مستوى ممكن من الأداء
تُعد الإعاقة الذهنية واحدة من اضطرابات التطور العصبي.
وقد اكتسب مصطلح التخلف العقلي الذي استُخدم سابقًا وصمة اجتماعية غير مرغوب فيها، لذا استبدل ممارسو الرعاية الصحية ذلك بمصطلح الإعاقة الذهنية.
لا تُعد الإعاقة الذهنية اضطرابًا طبيًا محددًا مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب الحلق، كما إنها ليست مرضًا نفسيًا.يكون الأداء الوظيفي لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية أقل بشكل واضح من المعدل الوسطي، ويكون من الشدة بحيث يحد من قدرتهم على القيام بواحدة أو أكثر من مهام الحياة اليومية الاعتيادية (المهارات التكيفية)، إلى درجة تتطلب دعمهم بشكل مستمر.يمكن تصنيف المهارات التكيفية ضمن عدة مجالات، بما في ذلك:
-
المجال المفاهيمي: كفاءة الذاكرة، والقدرة على القراءة، والكتابة، والقيام بالعمليات الحسابية
-
المجال الاجتماعي: الوعي بأفكار ومشاعر الآخرين، ومهارات التعامل مع الآخرين، والتقييم الاجتماعي
-
المجال العملي: العناية الشخصية، وتنظيم المهام (للعمل أو المدرسة)، وتدبير الشؤون المالية والصحية والسلامة
يعاني الأشخاص المصابون بإعاقة ذهنية من درجات متفاوتة من تدني المهارات العقلية، وتكون مصنفة بين المعتدلة إلى الشديدة.على الرغم من أن الإعاقة الذهنية تنجم بشكل أساسي عن تراجع كفاءة الأداء الذهني (التي تُقاس عادةً من خلال اختبارات الذكاء المعيارية IQ)، إلا أن تأثير تلك الإعاقة على حياة الشخص يعتمد بشكل أكبر على مقدار الدعم الذي يتطلبه الشخص.على سبيل المثال، يمكن للشخص الذي يكون لديه مجرد تراجع بسيط في اختبارات الذكاء، أن تكون مهاراته التكيفية ضعيفة جدًا وتتطلب دعمًا واسع النطاق.
يجري تصنيف الدعم المطلوب كما يلي:
-
مُتقطع: يحتاج الشخص إلى الدعم من وقت لآخر
-
محدود: يحتاج الشخص إلى الدعم كبرنامج يومي ضمن وسط مَحمي
-
واسع: يحتاج الشخص إلى دعم يومي مستمر
-
شامل: يحتاج الشخص إلى مستوىً عالٍ من الدعم لجميع أنشطة الحياة اليومية، وربما تشمل الرعاية التمريضية الواسعة
بناءً على نتائج اختبارات الذكاء IQ، فيمكن تصنيف حوالى 3٪ من إجمالي السكان على أن لديهم إعاقة ذهنية (عندما تكون نتيجة الاختبار أقل من 70).أما إذا استند التصنيف إلى الحاجة إلى الدعم، فإن حوالى 1٪ فقط من إجمالي السكان تكون لديهم إعاقات ذهنية شديدة.
تتضمن بعض الأَسباب التي يمكن أن تحدث قبل الحمل أو بالتزامن مع حدوثه على
-
الاضطرابات الموروثة (مثل بيلة الفينيل كيتون، و داء تاي-ساكس، و الورم العصبي الليفي، و قصور الغُدَّة الدرقية، و مُتلازمة الصبغي X الهش)
-
الشذوذات الصبغية (مثل مُتلازمة داون)
تتضمن بعض الأَسباب التي يمكن أن تحدث خلال فترة الحمل على
-
سوء التغذية الشديد لدى الأمهات
-
السموم (مثل الرصاص وميثيل الزئبق)
-
الكحول (اضطراب طيف الكحول الجنيني)
-
الأدوية (مثل الفينيتوين phenytoin، فالبروات valproate، ايزوتريتينوين isotretinoin، وأدوية المُعالجة الكِيميائيَّة السرطان)
-
تطور الدماغ غير الطبيعي (مثل الكيسة الدماغية المساميّة، انتباذ المادة الرمادية gray matter heterotopia، والقيلة الدماغية encephalocele)
-
مقدمات الانسمام الحملي و الولادات المتعدِّدة (مثل ولادة توأم أو ثلاثة توائم)
تشمل الأسباب التي يمكن أن تحدث في أثناء الولادة ما يلي:
-
نقص التأكسج hypoxia
تتضمن بعض الأسباب التي يمكن أن تحدث بعد الولادة ما يلي
-
عدوى الدماغ (مثل التهاب السحايا meningitis والتهاب الدماغ encephalitis
-
إصابة الرأس الشديدة
-
سوء تغذية الطفل
-
السموم (مثل الرصاص والزئبق)
قد يعاني بعض الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية من اضطرابات واضحة عند الولادة أو بعد ذلك بوقت قصير.قد تكون هذه الاضطرابات جسدية وعصبية، وقد تشمل ملامح وجه غير طبيعية، ورأس كبير أو صغير جدا، وتشوهات في اليدين أو القدمين، والعديد من الشذوذات الأخرى.يكون مظهر الطفل طبيعيًا من الناحية الظاهرية في بعض الأحيان، ولكن تكون لديه علامات أخرى لأمراض خطيرة، مثل الاختلاجات، والخمول، والتقيؤ، ورائحة البول الشاذة، والعجز عن التغذية والنمو بشكل طبيعي.خلال سنتهم الأولى، يواجه العديد من الأطفال الذين يعانون من شكل شديد من الإعاقة الذهنية تأخرًا في تطور المهارات الحركية، ويكونون بطيئين في الزحف، والجلوس، والوقوف.
ومع ذلك، فإن معظم الأطفال الذين لديهم إعاقة ذهنية لا يصابون بأعراض يمكن ملاحظتها حتى مرحلة ما قبل المدرسة.تظهر الأعراض في سن أصغر عند الأشخاص الأكثر تضرراً.عادةً ما تكون العلامة الأولى التي يمكن ملاحظتها من قبل الوالدين هي تأخر النطق.يكون الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية أبطأ في استخدام الكلمات، ووضع الكلمات معًا، والتحدث بجمل كاملة.كما يكون نموهم الاجتماعي بطيئًا في بعض الأحيان بسبب ضعف الإدراك والعجز اللغوي.قد يكون الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية بطيئين في تعلم ارتداء الملابس وتناول الطعام بأنفسهم.قد لا يضع بعض الآباء في اعتبارهم إمكانية حدوث ضعف إدراكي عند الطفل حتى يبلغ الطفل عمر المدرسة أو ما قبل المدرسة، ويلاحظون عدم قدرته على مواكبة التوقعات المناسبة لهذا العمر.
يكون الأطفال الذين لديهم إعاقة ذهنية إلى حدٍ ما أكثر عرضة لتطور مشاكل سلوكية، مثل الهيجان، أو نوبات الغضب، أو السلوك العدواني الجسدي، أو الأذى الذاتي.غالبًا ما ترتبط هذه السلوكيات بحالات إحباط معينة تتعلق بضعف القدرة على التواصل والتحكم في الدوافع.قد يكون الأطفال الأكبر سناً ساذجين، ويُستغلون بسهولة، أو يُدفعون إلى تصرفات خاطئة بسيطة.
يعاني حوالى 20 إلى 35٪ من الأشخاص المصابين بالإعاقة الذهنية من اضطراب في الصحة النفسية أيضًا.يكون القلق و الاكتئاب شائعان لدى هذه الفئة من الأطفال، لا سيما الذين يدركون أنهم مختلفون عن أقرانهم أو الذين يتعرضون للتنمر و يعانون من سوء المعاملة بسبب إعاقتهم .
التحرِّي قبل الولادة
يمكن إجراء اختبارات معينة في أثناء الحمل، مثل التصوير بتخطيط الصدى و بزل السائل الأمينيوسي، و الاعتيان من الزعابات المشيمائية chorionic villus sampling، واختبارات الدم المختلفة مثل اختبار التحري الرباعي، حيث تساعد هذه الاختبارات على تحري الحالات التي تؤدي إلى الإعاقة الذهنية.غالبًا ما يُجرى اختبار بزل السائل الأمينيوسي أو اختبار الاعتيان للنساء الحوامل اللواتي يبلغن من العمر 35 عامًا أو أكثر بسبب زيادة خطر إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون، والنساء الحوامل ذوات التاريخ العائلي للإصابة بالاضطرابات الاستقلابية.واختبار التحري الرباعي هو اختبار يُجرى لدى معظم النساء الحوامل.يُجرى هذا الاختبار بهدف قياس مستويات أربع مواد في دم المرأة.تساعد نتائج هذا الاختبار الأطباءَ على تقييم ما إذا كان لدى الجنين خطر أعلى للإصابة بحالات معينة، مثل مُتلازمة داون، تثلث الصبغي 18، أو عيوب الأنبوب العصبي.
يعد قياس مستوى ألفا-فيتوبروتين في دم الأم اختبارًا مفيدًا لتحري عيوب الأنبوب العصبي، و متلازمة داون، وغيرها من الشذوذات.يكشف اختبار التحري غير الباضع قبل الولادة (NIPS) عن كميات صغيرة من الحمض النووي DNA للجنين في دم الأم، ويستخدم ذلك لتشخيص الاضطرابات الجينية في الجنين مثل تثلث الصبغي 21 (متلازمة داون)، أو تثلث الصبغي 18 وبعض اضطرابات الصبغيات الأخرى.
اختبار تحرّي النمو
نظرًا لأن الآباء والأمهات لا ينتبهون دائمًا إلى المشاكل التطورية البسيطة، فإن الأطباء يقومون بشكل روتيني بإجراء اختبارات لتحري النمو في أثناء الزيارات الدورية للأطفال الأصحاء.يستخدم الأطباء استبيانات بسيطة، مثل استبيانات العمر والمراحل Ages and Stages Questionnaires أو لوائح نمو الطفل Child Development Inventories، وذلك بهدف تقييم مهارات الطفل المعرفية واللفظية والحركية.يمكن للوالدين مساعدة الطبيب في تحديد مستوى أداء الطفل من خلال الإجابة عن اختبار تقييم الوالدين لحالة النمو عند الطفل Parents’ Evaluation of Developmental Status (PEDS).يُحال الأطفال الذين تكون نتائجهم أدنى من مستوى أعمارهم في هذه الاختبارات لفحوص رسمية.