أصبحت انت….

أحلام مستغانمي
الفقدان الأكبر لا منطق له، لذا لا يمكن تصديقه.
ثلاثون سنةً ولَّت ولم أكتب عنك بعد. كما في الحبّ، ثمّة من نكتب إليهم، ومن نكتب عنهم لتأبينهم. كنتُ في كلّ كتاب أواصل الكتابة إليك لتكذيب حقيقة غيابك.
احتفظت لك بدمعة متأخّرة لكتابٍ كهذا.
«لا شيء يدوم ولا حتّى الموت» كتب بروست في تأبين أمّه. أتكون الكتابة أطول عمرًا من الموت؟
أخقت دومًا في رثاء من أحببت. أَعجَبُ للّذين يُسارعون في الرثاء. الصدمة الكبرى تأخذ صوتنا، لا تترك لنا من كلمات. الحزن الكبير ذهولٌ لا دموع له. نحن نبكي دائمًا فيما بعد، عندما يتوقّف الغرباء عن البكاء. ولكنّنا اليوم أصبحنا ننتحب على الإنترنت، كي نُشهد الآخرين على حزننا، فيواسوننا بالدَّمع الافتراضيِّ و«اللايكات».
حتى الموت، أصبح على أيامنا فرصةً لجمع المزيد من المتابعين. ❗️



