الحصان الرابح

القاضي عبد الناصر احمد  سنيد

ماهو الابداع؟ وكيف نتعامل مع المبدعين؟ هل نتعامل مع المبدعين بشئ من الغيره والحساسيه أو أننا نتعامل مع المبدعين بشئ من القوة و الحزم أو أننا لانكثرت مطلقا لوجود المبدعين على اعتبار بأن البلدان العربيه تتعامل مع وجود المبدعين باعتبارهم نوع نادر من الطفرات التي يجب قانونا واد طموحها وتسفيه أحلامها ولو من باب التهميش ، فتساءلت هل الشخص المبدع يستحق مثل هكذا معامله ؟
المبدع ليس له تعريف خاص به أو وصف دقيق في القانون يمكن الاحتجاج به لذلك لانتوجه باللوم إلى دوله عربيه بعينها بل إلى الدول العربيه كافه والسبب هو اضطهاد و تهميش المبدعين فهذه الدول لاتعرف القيمه الحقيقيه للمبدعين وتتجاهل بتعسف إمكانياتهم فهي تعمل باجتهاد وصبر على فتح وتسهيل باب الهجره أمام هولاء المبدعين و باتجاه واحد ليفرغ المبدعين كل إمكانيات و طاقات عقولهم في مختبرات ومصانع الدول الاجنبيه التي ترحب بهم و تكرم وفادتهم وتضع كل إمكانياتها في خدمتهم لأنها تعلم يقينا قيمة المعلومات والابتكارات التي تحملها مثل هذه العقول .
الصحافه الصفراء سواء في بلادنا أو في باقي الدول العربيه نراها وهي تذرف بعضا من الدموع والتي تحاكي دموع التماسيح و تبدي امتعاضها وتعض من الغيض أناملها تعبيرا عن الحسره والندم على ضياع مثل هذه االعقول ، فصحافه العربيه بالأساس ليست بحاجه الى مثل هكذا العقول ، إنما هي تحتاج فقط إلى بعض العقول الفارغه والتي تتغنى بنقاء اصولها القبليه و بدهاء و حكمة هذه الحكومه أو تلك ونجاعة خططها الاقتصاديه في الوقت التي نشاهد فيه وبام أعيننا والعين ماتكذب خطط تلك الحكومات وهي تتساقط تباعا في الدرك الاسفل من الفشل ولم تشفع لهذه الحكومات كل الثرواث النفطيه والمعدنيه الهائله التي تمتلكها من الوقوع تحت رحمة الديون والارتهان إلى المساعدات الدوليه وبشروط تنتهك السياده الوطنيه على غرار تحرير سعر صرف العمله الوطنيه و خصخصة المؤسسات والمصانع الوطنيه ليشتريها المستثمرون الاجانب و برخص التراب او مايعرف شعبيا بيعة سارق واخيرا تحرير الاسعار والغاء الدعم الذي تقدمه الدوله لبعض السلع الاساسيه أو مايسمى باقتصاد السوق لتتدفق إلى بلادنا قروض وبفوائد عاليه تحت مسمى مساعدات ، الغريب بأن هذه السياسات الفاشله والتي تبنتها الدول العربيه وعلى مدار عقود تم تسويقها للشعوب تحت مسميات كبيره مثل الإصلاح الاقتصادي أو الإصلاح الزراعي .
الدول العربيه أنفقت ولازالت تنفق الكثير من الموارد الماليه في سبيل تدريس وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنيه ، فالدوله تحتاج على أقل تقدير لتأهيل مثل هكذا كوادر الى نحو ثلاثين عام تستغرق الدوله أكثر من نصف هذا المده في تعليم هذا الكادر التعليم الابتدائي والاساسي والثانوي والجامعي واخيرا الاكاديمي بينما تقضي الدوله النصف الآخر من هذا الوقت في تأهيل هذا الكادر الوطني عبر الدورات و ورش التدريب في محاوله لصقل مهارات هذا الكادر إلى المستوى المطلوب بحيث يصبح قادر على أحداث الفرق وعندما يصبح هذا الكادر الوطني جاهز لتقديم الفائده المرجوه منه يتم تجاهل إمكانيات هذه الكادر ويتم الاستعانه بالخبراء الأجانب وبتكلفه عاليه لبناء المشاريع الحيويه مثل السدود أو ناطحات سحاب المدهش في الأمر بأن بلادنا لها قصب السبق في اكتساب مثل هذه المعارف عبر التاريخ ، فسد مأرب والذي خلد الله تبارك وتعالى هذه التحفه الهندسيه بشرف ذكرها في كتابه الكريم بنيت بسواعد وطنيه ولاننسى ايضا صهاريج عدن الناريخيه والذي هو سد مائي بني بسواعد وطنيه والعجيب بأن هذا الصرح لازال قائم إلى يومنا هذا ويعمل بكفاءه عاليه عند هطول الأمطار ، كما يجب ألا ننسى بان اول ناطحات سحاب بنيت في التاريخ و ادهشت العالم كانت في مدينة شبام حضرموت بنيت باستخدام ماتيسر من الطين ولا زالت إلى اليوم قائمه تتحدى كل ناطحات السحاب الحديثه والتي بنيت باستخدام الحديد والصلب و نوعيات خاصه مدعمه كيميائيا من الخرسانه المسلحه.
لايهم باي هيئه أو حال ظهر عليها المبدع فهو يعتبر انسان قد سبق الزمن الذي يعيش فيه من خلال نقاوة الروح الذي يعيش بها وحصافة الأفكار التي يطرحها ليس لديه هاجس سوى أن يصل بفكره أو برؤيه لو تم الاصغاء إليها والتعامل معها بصير قد تحدث الفرق وتقود البلاد إلى واقع افضل ، هناك الكثير من المبدعين العرب والذين تركوا بصمتهم أخص هنا بالذكر الخوارزمي والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف رقم صفر ، فإبتكار الرقم صفر احدث ثوره في علم الرياضيات واختزل العمليات الحسابيه والتي كانت مرهقه بعد أن كانت المليون على سبيل المثال تكتب الف الف جاء الصفر لينهي مثل هذه المعاناة.
قبل خمسه وعشرين عام لم يكن أحد يعبأ بدوله مثل الصين على اعتبار بأنها كانت دوله تتبنى النظام الاقتصادي الشيوعي والذي أعطى الدوله ملكية كل شي ولم يعترف بملكية الفرد ، ولكنها رويدا بدأت تتحرر من هذا النظام الاقتصادي الفاشل وتوجهت الصين ليس بحثا عن الحلول الاقتصاديه المستورده والجاهزه من الغرب إنما بنت نظامها الاقتصادي الخاص بفضل عقول ابنائها لتصبح الصين اليوم تنين اقتصادي وايقونه تسر الناظرين ، يجب علينا إعادة الاعتبار إلى الكوادر الوطنيه فهم الحصان الوحيد القادر على انقاد اقتصاد البلاد وكفى بالله حسيبا……

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار