تريم تنزف.. والجنوب يتوعد بالرد القاسي

بكيل ضالعي
تريم الجريحة اليوم ليست مدينة بعيدة عن قلوبنا، بل هي نبض من نبض الجنوب، جرحها جرحنا ودمها دمنا، حين تسيل دماء الشهيد باسالم برصاص قوات شمالية غاشمة، فإن كل شبر في أرض الجنوب يهتز غضبًا، وكل قلب جنوبي يشتعل نارًا لا تهدأ.
أي ذنب ارتكبه باسالم؟
هل هو قاتل أو مجرم حتى تُطلق عليه النار وهو أعزل؟
أم أن جريمته الوحيدة أنه جنوبي رفض أن يكون ذليلًا أمام المحتل؟
اليوم، حضرموت تبكي، وتريم تصرخ، وأصوات الغضب ترتفع من العاصمة عدن إلى سقطرى، من الضالع إلى شبوة، من لحج إلى الصبيحة وشبوة والمهرة، لتعلن أن الصبر قد نفد، وأن زمن الصمت ولى إلى غير رجعة، لن نقف مكتوفي الأيدي أمام جرائم الاحتلال، ولن ننتظر من المرتزقة والمتلونين أن يكتبوا كلمة حق، فقد باعت أقلامهم ضمائرها في سوق النفاق.
أين أنتم يا من ملأتم الدنيا ضجيجًا إذا اعتقل شخص في العاصمة عدن؟
أين أنتم الآن وباسالم قد أُردي شهيدًا برصاص قوات شمالية؟
لماذا صمتت منابر النفاق؟
لماذا تحولت أقلامكم إلى خشب مسندة لا حياة فيها؟
أم أنكم تخشون الكتابة عن أسيادكم؟
الجنوب اليوم في حالة استنفار، رجالنا من أبين، ولحج، والضالع، وعدن، وشبوة، وسقطرى، والمهرة والصبيحة، ويافع، مستعدون للزحف نحو تريم إذا لزم الأمر… وإذا كان المشروع هو تطهير تريم من قوات الشمال، فإننا سنزحف كالطوفان من العاصمة عدن إلى حضرموت، لا توقفنا جيوش ولا حواجز، حتى نأخذ بثأر باسالم ونرد الكرامة لأرضنا.
لتعلم قوات الشمال أن دم باسالم لن يضيع، وأن الجنوب إذا غضب، فغضبته عاصفة لا ترحم، ولتعلم حضرموت أن لها رجالًا لا يبيعون الأرض ولا يساومون على الدماء، وأننا جميعًا صف واحد، قلب واحد، ويد واحدة، حتى تحرير آخر شبر من أرض الجنوب.
تريم تنزف.. والجنوب يتوعد، وإذا وعد الجنوب أوفى، وإذا توعد نفّذ، ولن يكون ردنا إلا قاسيًا يليق بحجم الجريمة.