شظايا قلم: الخذلان: في “سقطرى: نبض الأرخبيل” أجبر الشعب على لملمت جراحه!!

السقطري عبدالكريم بن قبلان

سُئل المفكر إريك فروم عن «أفيون الشعوب» ، فأجاب بأن “الفكرة التي تأمر الناس بالصبر على الظلم دون رفضه، والقناعة بالفقر دون مكافحته، أو الرضا بالواقع دون تغييره” ، بحسب ما نقله موقع فيسبوك_الحقيقة المؤلمة، والتي لم يستوعبها شعبنا في الارخبيل منذ الوهلة الأولى، هي: أن الله أراد منه بعد هكذا المعاناة والعذاب من أجل أن يلملم جراحه، ليتحد ببعضه البعض، ولكي ينهض مما هو فيه، للمطالبة بحقوقه المشروعة، من خلال إصطفاف شعبي ووطني سقطري شامل، بعيداً عن المناطقية، أو التكتلات السياسية والحزبية وووإلخ، لأن من ترقى بهم الحال مع الأسف الشديد؛ أداروا ظهرهم لهذا الشعب المغلوب على أمره، وليس هذا فحسب، بل، تجاهلوا الوعود التي قطعوها على أنفسهم أمام الله، ثم أمام الشعب والرأي العام والإعلام، لكنهم، أجادوا فن اللعبة، واختاروا حرف مسار وقائع الأحداث وفقاً للمصالح السياسية والشخصية؛ وتجاهلوا في الوقت نفسه، بأن الناس ضاق بهم الحال وتعبت، من المراوغات والوعود العرقوبية الكاذبة، الممزوجة بحماس وطني أجوف، ومع هذا كله؛ تجد هؤلاء..(دعاة الوطنية والإنسانية) يلومون ويزعلون من الناس إذا طالبوهم بالإنصاف، أو إذا تحدثوا عن الحقائق التابثة والشاهدة واقعاً للعيان، نعم، تجدهم ينتبهون فقط، حين تطفش الناس أو تغضب، نعم، لا تنتبه القيادات العسكرية وسلطات البلاد، حين يزدادون ضغطاً على الناس في كل مرة، في عدم تقييمهم لواقع المرحلة، من خلال الذهاب بالبلاد إلى إصلاحات حقيقية، بالإضافة إلى البحث عن الحلول المناسبة والمنصفة، المتعقلة بالحقوق المشروعة للعسكريين المطالبين بالإنصاف، وبالرغم من ذلك، إلا أن سلطات البلاد والقيادات العسكرية واللجنة المكلفة بهذا الخصوص، فضلوا الهروب من المسؤولية الملقاة على عاتقهم، من خلال التطنيش والمراوغة تارة، وغض الطرف واللامبالاة لما يجري في واقعاً تارة أخرى، وكأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب، ولا من بعيد؛ ولطالما هكذا خذلان، والذي تلقته «سقطرى: نبض الأرخبيل» من قبل السلطة المحلية وقيادات المجلس الإنتقالي الجنوبي، والقيادات العسكرية بالمحافظة، فما كان من هذا الشعب الصابر والمسالم أخيراً، إلا أن يلملم جراحه، ليجمع شتات نفسه بنفسه، بعد التجربة المؤلمة التي مر بها الأرخبيل، والمضي قدماً في التركيز في الدفاع عن حقوقه المشروعة، بدعوة للتفاؤل في المطالبة بها، وعدم التنازل عنها أو الإستسلام.

كاتب وناشط حقوقي
ثائر من المحيط

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار