حرجى الوطن بالمحافظات المحررة بين نكران الجميل ومرارة الإهمال..

موسى المليكي
إنَّ جرحى الوطن، هم شاهد حي على التضحية والفداء، وعلى ثمن الحرية والكرامة. هم الذين قدموا أجزاء من أجسادهم في سبيل أن يبقى الوطن شامخاً. ولكن، للأسف، تحولت تضحياتهم إلى مصدر معاناة جديدة، بعد أن طالتهم يد الإهمال والنسيان، وأصبحوا في طي قائمة المنسيين في ظل انشغال الحكومة بملفات أخرى.
العلاج: جراح لا تندمل وإهمال لا يغتفرإنَّ أولى حقوق الجريح هي توفير الرعاية الصحية الشاملة التي تتناسب مع حجم إصابته ونوعها. فالمعاناة لا تقتصر على ألم الجرح القديم فحسب، بل تمتد إلى الإهمال في ملف العلاج: سواء كان علاجاً داخلياً أو خارجياً، حيث يشتكي الكثيرون من سوء الخدمة أو نقصها أو حتى إيقافها، مما يجعلهم يواجهون أساسيات الحياة الصحية بأموالهم الخاصة.غياب التأهيل الطبي والنفسي: فكثير من الجرحى بحاجة ماسة لجلسات تأهيل وعلاج طبيعي ومتابعة نفسية للاندماج مجدداً في المجتمع، وهو ما يفتقرون إليه.
الترقيات والتسويات: مساواة غائبة وعدالة منقوصة
من غير المنطق ولا العدل أن يُفصل الجريح عن رفاقه في التشكيلات العسكرية الأخرى عند الحديث عن الحقوق والامتيازات. فمن أهم مطالبهم الجوهرية.يجب أن تُمنح الترقيات والتسويات العادلة للجرحى أسوةً بزملائهم، بما يتناسب مع رتبهم وتضحياتهم، دون إحالتهم إلى جهات ذات معاملة خاصة كالرعاية الاجتماعية، مما يفقدونه حقوقهم العسكرية.
صرف الرواتب والعلاوات المستحقة: بانتظام وكرامة، واعتبار إصابتهم سبباً لتقديم الدعم لا لقطع الحقوق.
إنَّ الجريح الذي فقد قدرته على أداء مهامه القتالية، لا يجب أن يفقد قدرته على الحياة والإنتاج.
التأهيل والتمكين: يجب أن تتوفر برامج تأهيل مهني وإداري مكثفة لتحويل المعاقين إلى أفراد منتجين، وتمكينهم من شغل وظائف إدارية أو مدنية تتناسب مع حالتهم الصحية والتعليمية.الدورات التخصصية: يجب إشراكهم في دورات تدريبية تخصصية لتنمية مهاراتهم وقدراتهم، مما يفتح لهم آفاقاً جديدة للعيش الكريم والاندماج الفاعل في بناء المجتمع.
إنَّ هؤلاء الجرحى هم أمانة في أعناقكم، ووفاءً لتضحياتهم يجب أن تكون قضاياهم على رأس أولويات الحكومة. إنهم يئنون من الإهمال والنسيان، وأنين جرحاهم أصدق وأفصح من كل بيان رسمي.
يجب على الجهات المسؤولة أن تُفعِّل الإرادة الحقيقية لمعالجة هذا الملف الإنساني والعسكري بإنصاف وعدالة، وأن تضمن لهم:
العلاج الشامل غير المنقوص.
التسويات والترقيات العادلة أسوةً ببقية التشكيلات العسكرية.



