من تاريخ عدن التربوي أبو المعارف.. الطائر العائد الى وكره

برهان مانع

استعرض كتاب بصمات للاستاذ القدير فاروق لقمان ماده قيمة تحت عنوان (ابو المعارف .. الموجة السادسه) يتحدث فيها لقمان عن هامة تربوية أدبية اقترن إسمه بالمعارف في الجنوب العربي سابقا.

ويعد أول خريج جامعي عربي في الأدب بل كان مخططا تربوياً من الطراز الأول في العالم العربي. ويسرد لقمان: إدا كان لأي فرد أكبر فضل في نشر التعليم في المنطقة فمن الإنصاف له ولتاريخ الوطن أن نعزوه إلى أبي المعارف الهامة التربوية الدكتور محمد عبده غانم.م مواليد مدينة عدن 15يناير1912لمدينة التواهي كان والده عضواً معيناً في المجلس التشريعي في عهد الاحتلال البريطاني وقد أرسله والده إلى جامعة بيروت الأميريكية لدراسة الطب.وفي السنة الثانية ينتقل الطالب محمد عبده غانم إلى كلية الآداب في نفس الجامعة.واثناء التحصيل العلمي يحصد غانم على العديد من الجوائز الأولى لشعر من جمعية (العروة الوثقى)في بيروت ويزامله هناك في الجامعة الأمريكية صديق العمر أ. الشاعر عبدالله بالخير وعبد المنعم الرفاعي. يعود إلى عدن غانم ويعمل في سلك التدريس ويقدم رساله نبيله تربوية تساعد فى نشر التعليم في الجنوب العربي حيث كرس جهده ايضا في تدريس أبناء الشطر الشمالي سابقا من الذين كانوا يصلون إلى مدينة عدن لينهلوا من منبع العلم الذي حرموا منه سابقا. وفي عدن عمل على تدريس اللغتين العربية والإنجليزية ويتدرج بعدها ويتفوق على نفسه فلم يكن مدرساً عاديا بل كان هامة تربوية من طراز نادر ساهم واجتهد في نشر التعليم في تلك الحقبة وساهم في الحياة الاجتماعية والتقافية في عدن وترأس نادي صيرة لتنس واستطاع أيضا تأسيس نوادي الأحداث ونادي الإصلاح بالتواهي وحلقة شوقي وينطلق أستاذنا غانم في إبداعه الشعري والأدبي من منبر صحيفة (فتاة الجزيره) وفي عام 1949يشارك غانم في جمعية الموسيقى العدنية لراعيها المرحوم علي سالم علي عبده وفي إحدى الرحلات على ضهر السفينة المغادره إلى بريطانيا كان رفيق الرحلة معه الفنان خليل محمد خليل ونشأة الفكرة بينهما أن يكتب الشعر غانم وان يلحن خليل ويقدما عدة أعمال فنية .تم ينتقل غانم من مشاركة في (رابطة الموسيقى العدنية) التى كان يرعاها السيد إسماعيل خدابخش وهناك اقيمة صداقه قويه ومتينة استمرت عمرا طويلا مع الفنان سالم بامدهف حيث أخرج العديد من الاغاني المميزة في الساحة اليمنية منها :عرائس اللحن _ من علمك ياكحيل العين _الزين جزع مرة وغيرها. وفي عدن يزامله الزبيري والنعمان والشامي ولقمان ولطفي وباكثير والجوهري وجرادة وحنبله وجميعهم اللذين شكلوا طليعة النهضة الأدبية الحديثة في اليمن . ويكمل استاذنا مشواره التربوي وبعدين مساعد ضابط المعارف ويتلقى بعدها إلى ضابط دائرة المعارف في كل مراحل التعليم وينال بعد ذلك بجدارة منصب وكيل مدير المعارف ليصل إلى أرفع مرتبه وضيفية كان الاستعمار يسمح بها هي وزير المعارف حيث ينصرف إلى التخطيط التربوي ويصبح بعدها رئيساً للجنة تأليف الكتب المدرسية ويسمى (ابو المعارف) وهناك العديد من مؤلفاته عن التربية والتعليم منها : قواعد لغة عدن الانجليزيه بالاشتراك مع (امرسن) وعدني يتحدث عن البلاد العربية ولغة عدن والمبتدئين مع الشعراء في العصر العباسي ودراسات في الشعر واللغة. ويصبح بعدها رئيساً لجمعية الشعراء في عدن حيث تميز استاذنا في الشعر العمودي ويعتبر من رواد الشعر المسرحي هو وزميله علي لقمان في العالم العربي بعد أمير الشعراء أحمد شوقي وله العديد من الدواوين الشعرية منها: “على الشاطئ المسحور”، “موج وصخر”، “حتى يطلع الفجر” ، “الموجة السادسه”، “الأنامل الجافة” ، “ديوان محمد عبده غانم”، “حمينيات صدى صيرة” ، وغيرها.
ومن اعمالة المسرحية الشعرية”سيف بن ذي يزن ” و “الملكة اروى “و “فارس بني زبيد” و “الثائر الاحمر “وغيرها.
وفي لحظة صمت مريرة يأتي القرار للأستاذ غانم في طلب التقاعد الاختياري ويهاجر الطائر الجريح نتيجة الثورة على الثقافة الرجعية التي حمل لواءها الطغمة الشوعية الذين اغمضوا العيون و الآذان ولم يسمعوا صراخ المبدعين الذين طردوا من بلادهم وبلاد أجدادهم. ويعقد العزم غانم على الدراسة في جامعة لندن وهو في سن الستين من أجل نيل الدكتوراه والتفرغ لإعداد أطروحته الجامعية الرائعه عن (شعر الغناء الصنعاني) ومن لندن الى الخرطوم وهناك يلتقي صديقه الحميم عميد جامعة الخرطوم الاستاذ عبد اللطيف الطيب ويعمل في جامعة الخرطوم استاذآ بدرجة بروفسور ورئيس قسم اللغه العربيه من (74_77)م ثم يعود إلى صنعاء ويعمل عميد كليه التربيه وأستاذ الأدب العربي(77_80)م ويعين بعد ذلك مستشاراً ثقافياً في سفارة اليمن لدولة الإمارات من(80_84)م ويشارك في العديد من المؤتمرات العالمية وفي آخر المشوار يستمر مستشار رئيس الجامعة وعميد الدراسات العليا في جامعة صنعاء (84_93)م وتبقى أروع قصائده هي في (السبعين) و (ياليل لندن).
وفي 9 أغسطس 1994م ينتقل إلى رحمة الله د. محمد عبده غانم تاركاً محطات وقلاع يتعلم منها الأجيال واعطانا كل ما يملك في التربية و الآدب والشعر .

(أول خريج جامعي عربي في الأدب)

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار