الحرية والفكرة: وقفة مع كلمات ابن خلدون
أسعد أبو الخطاب
في زمن أصبح فيه الدفاع عن الأشخاص أكثر من الدفاع عن الأفكار، نتذكر كلمات العالم ابن خلدون:
الحرُّ يدافع عن الفكرة مهما كان قائلها، والعبد يدافع عن الشخص مهما كانت فكرته.
نعيش في عصر حيث تُقاس الحرية بشكل مقلوب، حيث يتم مهاجمة الأفكار الجيدة بسبب قائليها، والدفاع عن الأفكار السيئة بسبب الأشخاص الذين ينادون بها.
هذا الزمن مليء بالعبيد الذين يدافعون عن الأشخاص مهما كانت أفكارهم خاطئة، ويهاجمون الأفكار الصحيحة فقط لأنهم لا يحبون من ينطق بها.
الأحرار في زمن العبودية الفكرية:
الأحرار، في هذا الزمن، قلائل. هؤلاء الذين يدافعون عن الفكرة مهما كان قائلها، يواجهون صعوبة كبيرة في أن يُسمع صوتهم. هؤلاء هم من يدافعون عن الحق والعدل، بغض النظر عن الشخص الذي ينطق بهما. هؤلاء الأحرار هم نواة التغيير والأمل في عالم يسوده الظلم والتبعية العمياء.
عبيد هذا الزمن:
العبيد، وهم الأكثرية، يدافعون عن الأشخاص مهما كانت أفكارهم خاطئة.
هؤلاء يعيشون في حالة من العبودية الفكرية، حيث يصبح ولاؤهم للأشخاص لا للأفكار.
يروجون للأفكار السطحية والباطلة فقط لأن قائلها هو الشخص الذي يفضلونه، ويهاجمون الأفكار النيرة فقط لأنهم لا يحبون صاحبها.
الفئة الثالثة: الأسوأ:
أما الفئة الثالثة، فهي الأكثر سوءاً.
هؤلاء هم من يهاجمون الأفكار لأسباب شخصية، يرفضون الحقائق والمنطق فقط لأنهم لا يحبون من يتحدث بها.
هذا النوع من الناس هو الأداة المثالية لتدمير المجتمع، لأنهم لا يستطيعون رؤية الحق من الباطل، ويعتمدون في مواقفهم على الأحقاد الشخصية والمصالح الضيقة.
جنوبنا الحر:
يا أهل الجنوب، الله أكبر وعاش الجنوب حرًا.
نحن في الجنوب نواجه هذه التحديات الفكرية يومياً، وعلينا أن نتخذ موقف الأحرار.
علينا أن ندافع عن الأفكار التي تصب في مصلحة قضيتنا، مهما كان قائلها، وعلينا أن نرفض التبعية للأشخاص مهما كانت أفكارهم مغلوطة.
إن حريتنا تكمن في قدرتنا على التفكير المستقل والدفاع عن الحق.
الختام:
لنستمد العبر من كلمات ابن خلدون، ولنكن من الأحرار الذين يدافعون عن الفكرة مهما كان قائلها.
دعونا نرفض العبودية الفكرية وندافع عن الجنوب بفكر حر ومستقل.
لنرتفع بفكرنا ونكون مثالاً للحرية والعزة، ولنحيا كأحرار، ندافع عن الحق والعدل في كل وقت وحين.
الله أكبر، وعاش الجنوب حرًا.
ناشط حقوقي