إغلاق الشوارع ليس الحل: ناشط حقوقي يطرح خطة لتفعيل النقابات بعيدًا عن الفوضى

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في وقت تعصف فيه الفوضى بشوارع العاصمة عدن، حيث تشتعل الإطارات وتغمر الأدخنة السماء، يبرز صوت ناشط حقوقي جنوبي يرفض هذه الفوضى ويطرح حلولًا أكثر تنظيمًا وحضارة.
الناشط، الذي يملك رؤية جديدة في كيفية التفاعل مع قضايا الجنوب، يطالب بتفعيل النقابات الجنوبية في كافة المحافظات، مع التركيز على الاحتجاجات السلمية بعيدًا عن أساليب “الاستعراضات الشعبية” التي تُشوه مطالب الشعب الجنوبي.
وفي حديثه، أكد الناشط أن “إغلاق الشوارع ليس الحل”…وبدلاً من استخدام الطرق التقليدية مثل حرق الإطارات، التي تُسبب تشويهًا العاصمة عدن وتضر بالبيئة، أطلق الناشط خطة تصعيدية منظمة تهدف إلى الضغط على الجهات المعنية، مع الحفاظ على النظام العام وحقوق المواطنين.
وقال: لا يمكن أن نتوقع أن تنجح مطالبنا إذا كانت طريقنا نحوها مليئة بالزجاج المكسور والدخان الكثيف.
يجب أن تكون النقابات الجنوبية هي الحاضرة في قلب هذه التحركات، بحيث تقود الاحتجاجات بتنسيق مدروس، بعيدًا عن فوضى الشوارع والتهديدات.
خطة التصعيد: خطوات منظمة بعيدا عن الفوضى:
الناشط الحقوقي يقترح أن تبدأ النقابات الجنوبية بإضراب جزئي عن العمل في مختلف القطاعات الحكومية اليمنية والخدمية، يتم تحديده بناءً على جدول زمني واضح، يراعي ظروف العاملين وأوقات عملهم… بعد ذلك، يتحول الإضراب إلى مرحلة كليّة في حال لم تجد هذه التحركات آذانًا صاغية من المسؤولين.
وقال الناشط: الخطوات يجب أن تكون تدريجية؛ نحن بحاجة إلى ضغط على صانعي القرار دون أن نخلق حالة من الفوضى في الشوارع. الهدف هو التوصل إلى حلول جذرية، وليس فقط إشغال وسائل الإعلام بأدخنة الإطارات.
كما أشار إلى ضرورة تحديد ساحات الاعتصام بعناية، بحيث تكون في أماكن محددة بعيدًا عن ازدحام الشوارع الرئيسية.
يمكننا أن نحتج ونعلن مطالبنا بطريقة حضارية، دون التأثير على حركة السير أو حياة الناس اليومية”، أضاف الناشط.
التوازن بين حقوق المواطن ورقي الاحتجاج:
ما يُلاحَظ في العديد من الاحتجاجات في العاصمة عدن وغيرها من مدن الجنوب، هو ما يراه الناشط محاولات للتشويش على صورة الاحتجاجات الجادة.
فقد اعتبر أن إغلاق الشوارع وحرق الإطارات أصبح “نوعًا من التشويه الحضاري”، حيث يراه البعض علامة على الفوضى بدلاً من تسليط الضوء على المطالب الحقيقية.
الناشط يوضح أنه يمكن استخدام طرق مبتكرة لا تضر بالبيئة، مثل تنظيم فعاليات ثقافية أو اجتماعية ضمن ساحات محددة، حيث يمكن رفع الوعي بأهمية المطالب الجنوبية مع الحفاظ على الصورة الحضارية للثوار… يجب أن يكون احتجاجنا ثقافيًا وفكريًا، لا مجرد صراع في الشوارع.
النقابات الجنوبية كقيادة:
ما يراه الناشط الأكثر أهمية في خطته هو استعادة دور النقابات الجنوبية كقيادة للاحتجاجات… يجب أن تكون النقابات هي التي تقود هذه التحركات الشعبية، وليس فقط مجموعات غير منظمة.
النقابات تتمتع بالقدرة على التنسيق والضغط بشكل قانوني ومؤثر، دون الحاجة إلى الخلط بين الجنوب والشمال.
ويتوجه الناشط بالدعوة إلى النقابات الجنوبية في مختلف المحافظات لتحديد جدول زمني للاعتصامات والإضرابات، مع التأكيد على أن “الهدف ليس فقط تعطيل العمل، بل التأثير في القرار السياسي بشكل حضاري ونظيف”.
خاتمة:
بينما يواصل البعض إشعال الإطارات في الشوارع، يطرح الناشط الجنوبي حلولًا عملية وواقعية تعكس النضج السياسي والشعبي في الجنوب. فإغلاق الشوارع ليس هو السبيل الوحيد لتحقيق الحقوق، بل هو مجرد صورة تضر بالصورة العامة للأهداف المشروعة.
وعليه، قد تكون النقابات الجنوبية هي الحل الأفضل في قيادة هذا التحول الكبير نحو احتجاجات حضارية ومؤثرة تضمن للمواطنين حقوقهم دون المساس بعمرانهم أو بيئتهم.