يا مجلس انتقالي: متى تصحى لي؟

م. احمد بن عفيف

يَا مَجْلِسَ للنَضَالِ لا لْخُطَبِ البَيَانْ

مَتَى تُفِيقُ وَتَنْهَضُ مِن غَفْلَةَ الْعَمْيَانْ؟

تَلْعَنُ حُكْمَ الْفَسَادِ وَالْعَهْدَ الْبَائِسَ 

فَصِرتَ فِي كنفه مِثْلَهُ تَشّقُ عَلَى الْأَوْطَانْ!  

قَالوا: وَلَد مِيَتّاً؟

فَكَفَلكَ الْشَعبّ لَوْ لَمْ تَكُنْ مناضلاً لَكُنْتَ مِنَ الْوُضْعَانْ!  

تَشْكُو وَتَبْكِي عَلَى الْمَرَائِي وَتَتْرُكُنَا 

نُذْرِي دُمُوعَنَا جَرَاحًا فَوْقَ الْأَجْفَانْ!  

أَيْنَ الْوُجُودُ؟ 

أَيْنَ الصَّرَاحَةُ؟ أَيْنَ الْعِزُّ؟

أَنْتُمْ عَلَى الْأَرْضِ سُخْرَةٌ لِلزَّمَانْ!  

تَلْعَنُونَ حَكُومَةً مُشّتَركُونَ فيها؟

وَتَنْعَتُونَهُمْ وَفِي الْمَخَادِعِ تَطّلبُونَ الرِّضَا وَالْأَمَوَالْ!  

كم وَزِيرَاً منكم يَرَوِّجُ وَيُـشَهِر! 

هَلَّ صَدَقْ؟ 

هَلَّ غير ذلك الشأن؟  

يَقُولُ عنّهَا “فَاسِدَةٌ” وَيَهْاجُمُ صَبْحَ مَسَاءٍ

وَأَنْتَم مَعّهَا فِي حُلَلِ الْعَارِ، تَمْشُون بِالْعِنَانْ!  

كَمْ مِنْ عَزِيزِ قُومٍ ذُلِّ بِسُيُوفِكُمْ

وَكَمْ مِنَ دَّمْعٍ وَدَمٍ سَالَ بِغَيْرِ عِدْوَانْ؟

وَالنَّاسُ بَيْنَ غَلَاءٍ وَانْعِدَامِ خِدْمَةٍ وَالْعُمْلَةُ الْهَزِيلَةُ تَذْرِي بَلاَ أثّمَانِ!

فَإِنْ كُنْتُمْ رِجَالًا فَاثْبُتُوا لِمَبْدَأٍكم وَإِلَّا فَاعْتَرِفُوا لَنَا أَنَّكُمْ كَالأخَوَانْ!  

فلَا تَكْتُبُوا خِطَابَكُم بِاللَّفْظِ الحَارِ وَدَّمْعُ الْحَزنِ يَسْقُطُ فَوْقَ خَدِّ الْيَتْمَانْ!  

فَكُفُّوا كَذِبَ المَشَاعرِ وَانْهَضُوا لِعِزَّتِنَا 

أَوْ دَعْوُنَا نَنْتَحِرْ فِي صَمْتِ الْجُوعَانْ!  

وَاللهِ لَوْ كَانَ فِيكم رَجُلٌ وَاحِدٌ مَا صَافَحَ الْعَارَ وَلَا عَانَقَ الْخِزْيَانْ!

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار