غَزَّةُ.. دَمٌ عَلَى جَبِـينِ الْدَهَـرِ!

م. احمد بن عفيف

(مَرْثِيَةٌ فِي زَمَنِ الإِبَادَةِ)

ضَمِيرُ البَشَرِ اليَوْمَ يَبْكِي وَيَنْدُبُ * فَكُلُّ الحُرُوبِ العَادِلَاتِ كَذُوبُ
أَطْفَالٌ تَذْرِفُهَا السَّمَاءُ دُمُوعًا * وَتَحْتَ الرُّكَامِ العَيْنَ تَغْسِلُهُ بالدُّمُوعِ!

يَمُوتُونَ جُوعًا.. وَهَلّ يُبْقِي الجَائِعُ * عَلَى قَيْدِ حَيَاةٍ دُونَ عِيشٍ عَدِيمُ؟
وَمَا الدَّوْاءُ؟.. إِلَّا حُلْمٌ يَتَكَسَّرُ * وَكُلُّ إنقاذٍ؟.. يُخذِلّهُ الذَلِيلُ!

بِقُرْبِ الخُبُزِ المَخْضُوبِ بِالدَّمِ * يَرْقُبُ أَصَابِعَ طِفْلٍ مَا تَزَالُ تَرْحّبُ!
فَيَخْطُفُهُ رَصَاصُ غَدِرٍ مُجْرِمٍ * كَأَنَّ حَيَاةَ الأَبْرِيَاءِ عِندَهُمُ هَبُوبُ؟!

أَيْنَ الأحُرَارُّ فِي الدُّنْيَا؟ أَيْنَ المُنْصِفُونَا؟ * أَ يَنْدَثِرُ الحَقُّ وَالضَّمِيرُ مِيّتَـا؟
أَمِ القَوْمُ فِي سُبَاتِهِمْ يَتَمَادَوْنَ * وَفِي القَلْبِ دِينٌ وَالعُيُونُ هُجُونَا؟

غَزَّةُ تَمُوتُ وَالعَالَمُ فِي صُمُتٍ * وَالقَلْبِ يَنّزفُ أسَى، وَفِي العَيُونِ بَحْرُ حَسّرَةٍ
فَوَيْلٌ لِضَمِيرِ الدَّهْرِ إِنْ سَكَتَ * ويَترُكُ طِفّلاً يَلهَثُ لِكِسَرةِ رَغِيّـفٍ دَامٍ!

يَا أَهْلَ الضَّمِيرِ الحَيِّ هَبُّوا وَأَدْرِكُوا * فَمَا بَيْنَ جُوعٍ وَجَرّحٍ.. أجْسَادٌ تَذُوبُ
وكُلُّ نَقَاطِ أغَاثَاتِهِم جَحِيمَ مُوتٍ * وَتَبْقَى صُرُخَاتُ اليُتْمِ.. تَحْكِي وَتُحْكَى!

مقالات ذات صلة

آخر الأخبار