عام جديد والحكومة اليمنية: “نسخة مكررة من الفشل”
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
مع شروق شمس العام الجديد، يبدو أن العاصمة عدن والمناطق المحررة دخلت في مرحلة جديدة من العبث، حيث تبقى الحكومة اليمنية وقادة المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي منشغلين بنفس الأسطوانة المشروخة: “نسعى لتحسين الأوضاع”.
لكن ما الذي يتحسن؟
لا ماء، لا كهرباء، والريال اليمني ينزلق أمام العملات الأجنبية وكأنه في سباق نحو الحضيض.
الكهرباء: أحجية لا تُحل
ملف الكهرباء يبدو وكأنه هدية ملعونة تركها أحد أعداء اليمن.
الحكومة تتعامل معه وكأنه لغز يحتاج لعصر عباقرة لحله.
النتيجة؟
انقطاعات يومية لا تُعد ولا تُحصى، ومولدات كهربائية أصبحت حلمًا بعيد المنال.
الماء: رفاهية للنخبة فقط
إذا كنت تعيش في العاصمة عدن أو المناطق المحررة، فلا تحلم بالماء.
يبدو أن الحكومة قررت تحويله إلى سلعة “فايف ستار”، متوفرة فقط لمن يستطيع شراء الصهاريج أو لديه واسطة.
المواطن البسيط؟
يمكنه أن يتأمل السماء وينتظر المطر.
الريال اليمني… انتحار اقتصادي مستمر:
الريال اليمني هذا العام احتفل بالعام الجديد بتراجع جديد، ليثبت أنه بطل في الانحدار.
الحكومة تتحدث عن استراتيجيات اقتصادية، لكن الحقيقة أن المواطن أصبح يعاني من أزمة اقتصادية تجعل كل شيء يبدو مستحيلًا، حتى شراء الخبز.
الاقتصاد… ملف للزينة فقط:
أما عن الملف الاقتصادي، فهو ملف براق في مكاتب المسؤولين، مليء بالمصطلحات الكبيرة، لكنه لا يقدم شيئًا حقيقيًا.
التجارة تموت، الاستثمار هارب، والأسواق مزدحمة بالناس الذين لا يستطيعون شراء شيء.
الجرحى… قصة نسيان مؤلمة:
الجرحى، الذين قدموا حياتهم وأجسادهم من أجل الوطن، أصبحوا في طي النسيان. لا منح، لا رعاية، ولا حتى اهتمام رمزي.
الحكومة مشغولة جدًا بالمؤتمرات الفاخرة والوعود الوهمية، والجرحى يواصلون معاناتهم بصمت.
ماذا نقول للحكومة اليمنية؟
نقول للحكومة اليمنية وقادة المجلس الرئاسي والمجلس الانتقالي: شكراً لكم على أدائكم الكوميدي.
لقد حولتم حياتنا إلى فيلم ساخر مليء بالتناقضات، حيث تعدون ولا تفعلون، تتحدثون عن الإنجازات ونحن نعيش في الظلام والعطش.
رسالة الشعب الغاضبة
أيها القادة، دعونا نختصر عليكم العناء: إذا لم يكن لديكم نية لإصلاح الوضع، فلا داعي للظهور كل عام بنفس الوعود الزائفة.
الشعب لم يعد بحاجة إلى كلماتكم، بل إلى أفعال حقيقية.
الخلاصة:
عام جديد قد أتى، والحكومة اليمنية كعادتها، تواصل تفوقها في فن الفشل.
العاصمة عدن والمناطق المحررة تعيش نفس المعاناة: لا خدمات، لا استقرار، ولا أمل. الشعب يئن، والحكومة تنام.
– نائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الإخبارية