طفح الكيل وحان وقت الوفاء بالوعد وتنفيذ الحقوق
موسى المليكي
لقد بلغ السيل الزبى، وأصبح الوضع لا يُحتمل، حيث أن ما يعانيه الجرحى والمعاقون من تجاهل وعدم تنفيذ لحقوقهم أصبح واقعًا مريرًا لا يطاق. “زاد الماء على الطحين” وزاد معها الصبر والأمل في حصولهم على أبسط حقوقهم. طال انتظارهم، وتواصلت وعود المسؤولين، لكن لا شيء من ذلك تحقق على أرض الواقع.
منذ فترة، تم الاتفاق مع النائب الشيخ سلطان العرادة بشأن حقوق الجرحى والمعاقين، بما في ذلك صرف الإكراميات والرواتب التي هي من أبسط حقوقهم. تم الحديث عن تسوية الرواتب بما يتناسب مع باقي التشكيلات العسكرية الأخرى، إلا أن ذلك لم ينفذ على الرغم من مرور الوقت. وها نحن الآن، نجد أن الإكراميات التي تم التفاهم عليها تأخرت أيضًا، ليصبح هذا المطلب جزءًا إضافيًا من مطالبنا المشروعة التي تضاف إلى تلك التي لم يتم الوفاء بها.
إننا نواجه واقعًا مؤلمًا حيث لا توجد أي خطوات حقيقية لتنفيذ هذه الحقوق، ما يزيد من معاناة الجرحى والمعاقين الذين قدموا تضحيات كبيرة للوطن، بعضهم يعاني من آلام مستمرة وبعضهم يواجه صعوبات جسدية تزداد يومًا بعد يوم. وفي الوقت الذي يعانون فيه، نجد أنفسنا أمام حالة من التجاهل المستمر لمطالبهم، وهذا غير مقبول بكل المقاييس.
لقد طفح الكيل، ولم يعد بالإمكان السكوت على هذا الوضع. هؤلاء الأبطال الذين قدموا دماءهم وأرواحهم فداء للوطن يستحقون أن يُكرموا ويُعاملوا بما يليق بتضحياتهم. وأي تأخير في تنفيذ حقوقهم هو في الحقيقة ظلم لهم ولكل من يقدر تضحياتهم. نحن لا نتحدث هنا عن مطالب رفاهية، بل عن حقوق مشروعة لا يمكن لأي مسؤول أو جهة تجاهلها.
إن حقوق الجرحى والمعاقين هي حقوق جماعية لنا جميعًا، وليست مسألة فردية أو خاصة. تأخير صرف الإكراميات، وتسوية الرواتب، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه ليست مجرد مطالب فئوية، بل هي جزء من تكريم كل من ساهم في حماية هذا الوطن. لا يمكننا قبول هذا الوضع بعد الآن، ولا بد من أن يتم الوفاء بهذه الحقوق في أسرع وقت.
نحن هنا اليوم، نرفع صوتنا عاليًا ليس فقط دفاعًا عن حقوق الجرحى والمعاقين، بل دفاعًا عن العدالة والكرامة الإنسانية التي يستحقها كل من بذل حياته من أجل الوطن. نتوجه إلى الجهات المسؤولة، ونطالبهم بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع النائب الشيخ سلطان العرادة، وإنهاء هذه المعاناة التي طالت أكثر من اللازم.